عندما تمتد الأيادي الحانية لخدمة أحباب الله «الأطفال» من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتعاظم وتعم عدداً ممن هم في احتياج إلى من يأخذ بأيديهم وتلك مهمة نبيلة اضطلعت بها جمعية الرحمة لرعاية الطفل ذهنياً والتي بدأت نشاطها التدريبي عام 2001م وافتتحت رسمياً للتأسيس في (30/7/2002م) بجهد من المربية والتربوية الفاضلة رحيمة قاسم المعروف عنها عملها الخالص لوجه الله سبحانه وتعالى وللأطفال الذين حرموا من أشياء كثيرة، سخر الله لهم هذه التربوية الفاضلة التي تعاون معها عديدون من رجال الدولة والمجتمع وأولياء الأمور، فجزاهم الله خير الجزاء. الجمعية بدأت بمركز بسيط في مدرسة أوسان بالمعلا واليوم وصلت إلى إنشاء مركزين آخرين في (العريش) و (البريقة) وصار عدد الطلاب في المراكز الثلاثة على التوالي (أوسان بالمعلا - 115 طالباً وطالبة) ، (العريش 15 طالباً وطالبة)، (البريقة، مدرسة 26 سبتمبر 75 طالباً وطالبة).. وهناك مجموعة ممن يعانون من لين العظام وهشاشة في المفاصل ويحتاجون إلى علاج طبيعي والجمعية تتولاهم بالرعاية والاهتمام. قبل أيام اختتمت الجمعية نشاط مخيمها الصيفي في قاعة المكتبة الوطنية بكريتر (باذيب) وكنت ضمن المدعوين للمشاركة في حفل الاختتام مع عدد من أولياء الأمور وكانت المفاجأة مدهشة للغاية. برامج غنائية وأزياء ورقصات أداها أطفال وتلاميذ الجمعية الذين ينتزعون منك الدموع قبل الابتسامات، فهم بأدائهم يعبرون عن امتنان لمدرساتهم وأمهم الحنونة (رحيمة) التي كانت تلقي كلمتها بتقطع من نشيج البكاء وألم المعاناة التي لم تلقها أية جمعية، فقد بسط أحد المتنفذين في البريقة وهو عضو في مجلس النواب (للأسف) على جزء من سور الجمعية المخصص كملعب لهذه الفئة المحتاجة لكل دعم وتضحية.. اللهم لا شماتة.. أقول كان يفترض من هذا الجهبذ أن يتقي الله في نفسه وأن يقدم دعماًً للجمعية بدل أن يقف حجر عثرة في سبيل استكمال البرنامج الذي تبرعت به حكومة اليابان.. ولكن بعد أن رأوا ذلك.. أوقفوا المشروع احتجاجاً على ماجرى وبسكوت من قيادة المحافظة وصمت رهيب من قيادة مديرية البريقة التي كنا نعلم أنهم لن يسكتوا لكنهم سكتوا إرضاء للمتنفذ العزيز عليهم - ربما. أعود فأقول: إن هذه الجمعية التي بها اليوم (45 مُدرّسة) كلهن متطوعات لوجه الله وهن بحاجة إلى التوظيف قبل غيرهن لأنهن فعلاً أليق بذلك، وجزاهن الله خيراً لأنهن يعملن مع فئة صعبة الفهم والتعامل بسبب الإعاقات المختلفة لكنهن صرن أمهات فعلاً ويتعلق بهن (الأطفال منهم والكبار) الذين لا حول لهم ولا قوة، فقد وجدوا الأمان في هذه الجمعية ووجدوا الرعاية والحنان والحب وهي أمور تجعلنا نصرخ بأعلى أصواتنا: أما آن أن نقدم دعماً لهؤلاء الأحباب ممن حرموا من سمات لدى الأسوياء، لنعوضهم عما فقدوه، ليصلوا في حياتهم اللاحقة إلى بر الأمان؟!. إننا بحاجة إلى صحوة ضمير ودعم أكيد لهذه الجمعية التي تعتبر في أصعب مراحلها وهي تحضّر لإلحاق أطفال تخرجوا منها بمراحل التعليم العام.. فكم نحن مقصرون في إيجاد سبل الدعم، وكم هم العاقون لاتجاه دعم المعاقين، وكم هم أهل الخير ممن يريدون وجه الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة! ختاماً ، وبعد أن وزعت الشهادات على المشاركين في المخيم لم تسعهم الفرحة ولم يستطع بعضهم التعبير إلا بإشارات وابتسامات بريئة.. ما أحلاها وأجملها! وللمعلمات العاملات مع أحباب الله نقول: لو أن الجهات المعنية رأت تضحياتكم وقّدرتها، لأوجدت لكم الدرجات الوظيفية وفوقها أوسمة ونياشين لتضحياتكم الجزيلة والعظيمة.. ورمضان كريم على الجميع.