(هناك أدلة على أن الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ارتكبا جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة..) يقول ذلك تقرير الأممالمتحدة حول الحرب الأخيرة على غزة. حركة المقاومة الإسلامية «حماس» قالت: إن التقرير يعتبر دليلاً إضافياً وقاطعاً على ارتكاب الاحتلال الصهيوني جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم قال : هذا يستوجب من المجتمع الدولي الشروع الفوري في البدء بإجراءات محاكمة قيادات الاحتلال الصهيوني كمجرمي حرب في المحاكم الدولية. لكن الحركة ومن ناحية أخرى اعتبرت أن التقرير كان مجحفاً بحق مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه وعن أرضه ومقدساته، كون ذلك حقاً مشروعاً كفلته له كافة الشرائع والقوانين الدولية، معتبرة - الحركة - أن هذه المقاومة تأتي نتيجة للعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني. كانت لجنة تقصي حقائق شكلتها الأممالمتحدة، قالت إن كلا الطرفين ارتكبا جرائم حرب في محاولة لمسك العصا من المنتصف كما يبدو. في يونيو الماضي، وصلت اللجنة إلى قطاع غزة عن طريق مصر، وضمت 15 عضواً من الخبراء الدوليين، يرأسهم القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، بهدف زيارة المناطق التي شهدت توغلات إسرائيلية، وأعمال قصف وتدمير. قال غولدستون منتصف الأسبوع: إن لجنته خلصت - في تقرير مكون من 600 صفحة - إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب وبشكل أو بآخر جرائم ضد الإنسانية. غولدستون هو ذاته المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، لما كان يعرف بيوغسلافيا ورواندا، حيث حققت لجنته بانتهاكات مزعومة خلال الهجوم الإسرائيلي «الرصاص المسكوب» الذي دام 22 يوماً على قطاع غزة. كانت إسرائيل أعلنت غير مرة أنها لن تتعاون مع اللجنة، قائلة إنها تعتقد أنها ستبدأ التحقيق في الأحداث بقطاع غزة، لكن نتائجه موجودة مسبقاً. في ذات السياق، رحبت منظمة العفو الدولية بتقرير اللجنة، وقالت في بيان لها: إن توصيات لجنة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق مهمة وحاسمة لتحقيق العدالة في المنطقة. العفو الدولية اعتبرت أن جميع هيئات الأممالمتحدة ذات الصلة يجب أن تتصرف فوراً لتنفيذ توصيات غولدستون الذي أعد تقريراً عن انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبت في قطاع غزة وجنوب إسرائيل. دوناتيلا روفيرا، الذي ترأس اجتماع لجنة منظمة العفو الدولية في التحقيق في الصراع الدائر في إسرائيل وقطاع غزة، قال: إن مجلس حقوق الإنسان يجب أن يصادق على التقرير وتوصياته، ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إحالة الأمر لمجلس الأمن الدولي لضمان حصول الضحايا على العدالة والإنصاف وكي لا يفلت مرتكبو الأخطاء من العقاب. منظمة «هيومان رايتس ووتش» من ناحيتها كانت طالبت إسرائيل، بفتح تحقيق في حوادث قالت: إن الجيش الإسرائيلي قتل خلالها فلسطينيين عزّل رفعوا رايات بيضاء خلال الحرب على قطاع غزة في يناير الماضي. ووصفت المنظمة، التي أصدرت تقريراً في أغسطس الماضي، قيام القوات الإسرائيلية بقتل 11 فلسطينياً، من بينهم خمس نساء وأربعة أطفال بينما كانوا يلوحون بالأعلام البيضاء، ب «العدوانية واللا إنسانية».