من أجل البحث في الملفات السياسية والقضايا الوطنية العالقة في جوف الحوار، العالق هو الآخر بين الحزب الحاكم والمعارضة، لابد من الوصول إلى توافق عملي وجدي حول محددات رئيسية يلتقي عليها الشركاء الحزبيون والسياسيون الذين استحلوا الإقامة المطولة في طرفي القطيعة والخصومة المفتعلة. .. ثمة حاجة قائمة وضرورية للأخذ بمبادرة جادة وجدية في هذا الاتجاه، والسؤال هو: من يبدأ؟! .. لا يستطيع الحزب الحاكم لوحده مواجهة ملفات وتحديات الوضع الداخلي والاستحقاقات المترتبة عليه، ولذلك لاتزال دعوة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الاصطفاف الوطني العريض والواسع تمثل بوابة حقيقية للدخول في حوار متجرد ونزيه يفضي إلى تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز ممكنات السير نحو بلورة الشراكة التي يفرط بها الفرقاء عمداً أو سهواً. .. وفي هذا الشأن يجدر التنويه والتذكير بأن خطابات رئيس الجمهورية الأخيرة تفتح الباب واسعاً أمام حوار جامع. .. كما لا تستطيع أحزاب اللقاء المشترك ممارسة النوم المريح أو إعفاء نفسها من المسئولية الوطنية والالتزامات الدستورية الملقاة على عاتقها، تجاه مختلف القضايا والملفات والتحديات الخطيرة التي تجابه اليمن حكومة وشعباً، وكأنها غير معنية بشيء من هذا، أو كأنها غير ملزمة وطنياً ودستورياً وأخلاقياً باتخاذ موقف والدفاع عن ثوابت الوطن والمصالح العليا للبلاد. .. يلزم الأمر من الجانبين ومن الجميع اتخاذ قرارات شجاعة وخطوات ملموسة باتجاه بعضهم البعض، ويجب التخلص من مرض المكايدات والمزايدات السخيفة والانتهازية التي يمارسها الحزبيون والأحزاب كعادة سياسية سيئة وكميراث غبي وثقيل يخلص له الحزبيون المحنطون والمصلوبون على رؤوس أحزابهم وعلى رؤوسنا نحن اليمنيين منذ كانوا وكنا وكانت الأحزاب!! .. قد تفكر أحزاب اللقاء المشترك أو قياداتها بالأولى بأن فرصتها الوحيدة لإقصاء الحزب الحاكم وأخذ مكانه في السلطة تتمثل في إغراقه بالمشاكل والأزمات ووضع شروط تعجيزية للحوار معه، وبالتالي تتمتع هذه الأحزاب وقياداتها بانتظار كارثة ما تبتلع المؤتمر لوحده! وهذه الفكرة على غباوتها وخبثها فإنها تراود العقول حقيقة. .. ولكن لا يملك المشترك براءة في هذه الحالة، ولن ينجو بجلده حينها كما يغريه مكره، ولن تكون هناك كارثة أخرى أضر وأمر من هذه الأحزاب والعقليات التي أدمنت الكارثة. شكراً لأنكم تبتسمون