هو خبر يمزق أنياط القلب.. ليس لأن مضمونه رحيل إنسان يحبه الجميع وإنما أيضاً للظرف الذي أحاط بموته المفزع وهو يغادر شبوة على قدمه ويعود إليها مفارقاً الحياة.. حقاً ليس بصحيح مَن الموت مِنْ ورائه.. } مساء أمس الأول وتحديداً عند منتصف الليل كان الأخ ناصر الخليفي، رئيس فرع اتحاد كرة القدم بوادي حضرموت، يتحدث إلى ثلاثتنا الزميلين سالم الشاحت وعلي البيضاني وأنا، بالإضافة إلى مرافقه في رحلة المساء الأخير درويش عبدالله رئيس فرع اتحاد الكرة في ساحل حضرموت.. } تقاسيم وجهه تعبر عن صحة الجسم والنفس وجمال الروح وكرم القول.. أخذ المرحوم - بإذن الله - يلح عليّ بأن أزور محافظة شبوة التي يحب ولم يغادرنا قبل أن أعده بذلك اقتراباً من هذه المحافظة مجتمعاً وعماراً وروحاً. } وفي الخامسة صباح ذلك المساء الراحل وبعد خمس ساعات فقط من توديعه وهو يرفل في ثوب الصحة كانت روح ناصر الخليفي تصعد إلى بارئها. } لقد أخذ الخبر طريقه إلى سمعي بقسوة الصاعقة.. وما أظن الخبر إلا أصاب جميع من التقوا به تلك الليلة بذات الصدمة من كونه لم يكن يشكو من أي شيء بقدر ما يوزع كرم أخلاقه ولطف معشره وابتسامته الصادقة على الجميع. } ناصر الخليفي يودعنا فجأة.. تاركاً رصيداً كبيراً من محبة قطاع كبير من الرياضيين والإعلاميين الذين عرفوه مخلصاً وفياً وشهماً.. ومحبوباً.. } كلا ليست وقفة رثاء يقصد بها ذرف الدموع.. ذلك أن الأمر لله من قبل ومن بعد.. لكنه الإحساس بالألم لفقدان عزيز كنت قبل ساعات أتجاذب معه حديثاً مفعماً بأخلاقه وشفافيته وإنسانيته. } رحم الله ناصر الخليفي وأحسن عزاء كافة أهله ومحبيه وألهمهم الصبر والسلوان ورزقنا جميعاً تذكر الموت... إنا لله وإنا إليه راجعون.