الوطن ملكنا جميعاً وفي المحن والشدائد ينقسم الناس إلى فريقين.. فريق يتحمس،وبإخلاص للدفاع عن الوطن بماله وبنفسه،وفريق يقف موقف - وعفواً من هذا التشبيه الكلاب البرية والضباع التي تشهد كيف يتعامل الصائد مع الفريسة الآمنة في مرعاها وحماها، ولقد كثر كثرة ملحوظة هذا الفريق الآخر، الذي لايملك إلا الإدعاء الصوتي والمجاهدة بشكل فاضح وصارخ من أجل الحصول على أكبر قدر من الغنيمة أو على الأصح من الفريسة. هناك فئة من الناس في كل مجتمع وزمان ومكان يوجد المرتزقة الانتهازيون، أصحاب الولائم، والذين لايبتهجون ولاينشطون ولايسعدون إلا عند المصائب، بل أن لهم من الأساليب ماتجعلهم أكثر الناس احتفاءً باشعال الفتن وتأجيجها.. إنهم معروفون كل بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول،لقد عانت الثورة والجمهورية من هؤلاء الذين كانوا يصبحون جمهوريين ويمسون ملكيين،والعكس صحيح،وكانت النتيجة إن انتصرت الثورة والجمهورية،ومع أن هؤلاء الضالين أصبحوا أثرياء تضرب بثرائهم الأمثال فإن الله لم يبارك لهم في رزقهم المغتصب الحرام. في عشية أن أعلن الاشقياء الانفصال وقالوا كلمة الكفر انطلق اليمنيون سراعاً لدحر هذا الشؤم القبيح الذي حاول أن ينال من حياة أبناء اليمن، أما الرجال فقد هبّوا للدفاع عن الوحدة،يفدونها بأرواحهم وبفدائية منقطعة النظير وأما النساء قد ذهبن يضربن أروع الأمثلة الرائعة، كل واحدة وبحسب قدرتها، ترفد المجاهدين ليس بالطعام، إنما تحشوه بما تيسر من الذهب والفضة،دعماً للمقاتلين ورفعاً لنخوتهم،وربما كان هذا الخاتم وتلك السلسلة الرقيقة مهراً للواحدة منهن، ليكون رمزاً للتضحية والفداء للوطن. يا أيها المرتزقة المساكين عيب أن يكون حرصكم على الوطن مجرد عويل وصراخ وارتزاق مقيت.. تعالوا بجهودكم إن كان جهدكم المال أو كانت لديكم بعض نخوة للجود بالروح، فالوطن قد اعطاكم ماتستحقون ومالاتستحقون أما المزايدة بالشعارات وبعض المواقف التي لاتحسب عليكم فهذا مالا يليق, فإن الجميع يعترف لكم بالقدرة على الإثارة والصياغة حتى تستحقون أن تكونوا شعراء بجدارة لكن عيب عليكم أن ترقصوا على أشلاء الوطن.