في خطابه الأخير بشأن الحرب السادسة التي أشعلها الحوثيون، قال الرئيس علي عبدالله صالح: إن الحسم بات قريباً وإن هناك أشياء لايتم الإعلان عنها. وماتناقلته وسائل الإعلام بشأن القبض على سفينة إيرانية تحمل شحنات أسلحة وخبراء عسكريين لمساعدة الحوثيين في منطقة ميدي، وكذلك أخبار تؤكد أن هذه السفينة ليست الأولى التي يتم اعتراضها من قبل قواتنا البحرية اليمنية الساهرة على سلامة شواطئنا.ربما أن هذا مما لم يتم الإعلان عنه كما قال الأخ الرئيس ولست أدري أية وقاحة تهيمن على الدبلوماسية الإيرانية، ففي الوقت الذي كانت تعتزم إرسال وزير خارجيتها للوساطة، كما تزعم، في الوقت نفسه ترسل شحنات الأسلحة والمرتزقة والخبراء لتدريب الحوثيين لإطالة أمد الحرب واستنزاف الدم اليمني الطاهر الذي يقدمه شهداؤنا الأبرار من المواطنين وأبناء قواتنا المسلحة الشجاعة . إن حكومة الملالي في إيران تمتلك مشروعاً مذهبياً توسعياً مدعوماً بعوائد النفط الذي يُحرم منه أبناء إيران السُّنة الذين يعيشون في فقر مدقع، هذا مع الاضطهاد المبرمج ضدهم، فمساجدهم تهّدم بدعوى أنها مساجد ضرار ومدارسهم يفرض عليها المنهج الاثنا عشري قسراً، وعلماؤهم يقتلون غيلة أو جهاراً نهاراً برصاص الحرس الثوري، وحين قامت الثورة البائسة في إيران ضد نظام الشاه كان يوجد في طهران وحدها ثمانية مساجد للسُّنة واستبشر أهل السنة في إيران خيراً بهذه الثورة التي رفعت شعار الوحدة الإسلامية ولكن خاب أملهم وأمل كل المسلمين بهذه الثورة ولم يعد في طهران مسجد واحد للسُّنة، وماظهور منظمة مقاتلة إلا نتيجة لهذا الظلم والاضطهاد من قبل جنود الحرس الثوري الإيرانية، هذه المنظمة الإرهابية التي تتولى مهمة إشعال الفتن في البلدان الإسلامية وتدريب المنظمات الإرهابية أمثال الحوثيين وفيلق بدر في العراق. ولكن هيهات أن ينجح هذا المخطط الآثم في بلد الإيمان والحكمة، لقد ظل البعض يشككون بالروايات الحكومية وظل المدعو يحيى الحوثي ينكر الدعم الإيراني لحركته ويزعم في كل مرة أن أسلحته من الداخل. وتأتي قضية السفينة التي يعتبرها الحوثيون سفينة النجاة بالنسبة لهم لتنسف كل الادعاءات الكاذبة للحوثيين ولتؤكد التدخل الأجنبي وعمالتهم لهم. الآن وقد ظهر الحق أبلج من الصبح لم يعد هناك منطقة وسطى أو موقف وسط وأصبح الأمر جد خطيراً وبحاجة إلى موقف حازم من قبل الحكومة والمواطنين ولايتعذر أحد بأن المسألة فيها قولان، فالقول واحد وهو أن هناك تمرداً وإرهاباً يستهدف البلد والمواطن وكل ما على الخارطة اليمنية الموحدة وأن هذا التمرد يحظى بدعم خارجي له تاريخه الطويل في معاداة الإسلام والمسلمين، فهؤلاء هم حلفاء هولاكو وجنكيز خان وهم حلفاء الصليبيين ضد المسلمين وقائدهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى وقد حاولوا اغتياله ولكن الله سلّم. وهناك تطابق عجيب بين حركة الحشاشين الذين استحلوا حرمات المسلمين ودماءهم وبين حركة الحوثيين الذين يمارسون نفس الأفعال وقد قدم المواطنون النازحون الشهادات تلو الشهادات على ممارساتهم وأفعالهم التي حاشا لمن ينتسب لأهل بيت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أن يقوم بها ضد أمته عليه السلام. لذا لم يعد أمام الدولة من خيار سوى استئصال هذه العصابة المارقة التي لا ترقب في مسلم إلّاً ولا ذمة وأن أي سماع للوساطات أو الإبقاء على الوضع على ماهو عليه فإنما يعني اعطاءهم فرصة سابعة ليعيثوا فساداً في الأرض ويهلكوا الحرث والنسل ويجب أن يتزامن مع ذلك إعادة النظر في المنهج الوسطي في الدراسات الإسلامية حتى نجنب الأجيال القادمة مغبة الصراعات المذهبية التي هي السبب الرئيس وراء تأخرنا عن الأمم الأخرى.