ولماذا يجب استفزاز واستنفار الشارع في تعز وتحريضه ضد الدولة والسلطات المحلية والأمنية وحشده إلى مواجهات ومظاهر عنف وشغب في الشارع وضد نفسه، لمجرد أن يقال بأن أحدهم نجح أخيراً في إيجاد نسخة من طبعة«الحراك» ونشرها في الشارع التعزّي؟! الفكرة نفسها تدعو للاستياء والاندهاش، فما معنى هذا الإلحاح العجيب على مسمى وصفة«الحراك»، والرغبة الإدمانية المثيرة للشفقة.. بنقله واستنساخ مسماه واسمه إلى تعز تحديداً؟! ماذا لو أعفينا- كمواطنين وجمهور- أصحاب فكرة تخصيب واستنبات خشخاش الحراك في تعز وإب من خدماتهم التي أزعجتنا، ويقولون بأنهم معنيون بخدمتنا والدفاع عن مصالحنا وحقوقنا وقضايانا وهمومنا ومشاكلنا..! وأنهم لذلك فقط ولهذه الأسباب نذروا أنفسهم لاستنساخ هذا «الحراك» الذي عشّش في رؤوسهم، وأدوشوا به رؤوسنا حتى صدّعوها؟! حسناً، مشكورين مأجورين ، لم نعد بحاجة لخدماتكم ودفاعكم عنا، نصرفكم من الخدمة ونعتق رقابنا من«سلطانكم» والتحدث باسمنا. انتهينا.. وفكّوها سِيرة. يعني لازم «حراك»، ولاتجوز صلاة الحقوق والحريات إلا به؟! دين وضعي جديد هذا، أم ماذا بالضبط؟! تباً.. ماهي عقدة«الحراك» هذه التي أفسدت على الناس عقولهم واستعبدت «كمِّن عاصر نيبُه»؟! مُفرِّحين جداً- حد«السفخة» والانخطاف- بكلمة«الحراك»، وكأنها معجزة.. أو بقرة بني إسرائيل؟!«لاتركنوش على تعز.. مابوش فائدة» ياسلطان!! ليُقال في الإعلام والمواقع وشاشة«روسيا اليوم» أو قناة«العالم» الإيرانية بأن«السبيع» «الباشت» فعلها وأوجد «حراكاً» في «الوسط» ، فإن على أبناء ومناضلي تعز- وكلهم مناضلون من أوّلهم إلى آخرهم- أن يخلعوا عقولهم ويخرجوا لحرق الإطارات وسد الشوارع بالحجارة ثم الشعور بعد ذلك بالفخر كونهم أنجزوا «الحراك» بالملّي «عابو خبر»؟!!