تعقيباً على موضوع «تعز والحراك.. عابو خبر» وصلتني رسائل إليكترونية فيها ملاحظات جيدة وإضافات مهمة، ناقدة أو ناقمة، ولكنها صافية النية.. «غائمة» جزئياً..! ولا بأس بعد ذلك أن ينعتك أحدهم ب «موت الضمير»، كما فهمت من رسالة صديقي «عدنان حنيش» من تعز وهو ينقم عليّ ويسأل باندهاش: «كيف تكتب عن سلطان السامعي»؟! لم أكن أعرف أن هذه معصية أو «موت ضمير» ولعلها ليست كذلك، والأمر لا يحتاج إلى إثبات هندسي أو تأصيل فقهي كما أظن! عدا ذلك، طرح عدنان جملة قضايا وعناوين عن معاناة الناس والمدينة تعز وأتفق معه حيالها وأنوي التطرق إليها في أيام قادمة والفضل للعزيز القارئ «عدنان». المشكلة أن الناس يميلون إلى «شخصنة» القضايا والنقاشات العامة، وسألت الصديق: إن كانت المشاكل والهموم الخدمية والمدنية أو شوارع تعز «المكسرة» وأحيائها «المشقدفة» سوف تُحل بمظاهرة وإحراق إطارات عبر استنساخ سلوك «الحراك» إلى الحالمة! ولماذا أيضاً يكون انتقاد رئيس الجمهورية في الصحف والفضائيات أمراً مقبولاً ومشروعاً، في إطار الديمقراطية وحرية الرأي، ويصبح جريمة وخيانة للضمير.. مع سلطان العتواني أو سلطان السامعي أو حتى سلطان بروناي؟! في الديمقراطية لا يقال هذا، ويجب أن نتعلم الحوار وتقبل الرأي الآخر واحترامه، وأعتقد أن أهم عيوب ونواقص المعارضين هو أنهم لا يجدون «ناقداً» ويكتفي مجالسوهم بهز الرأس والتبسُّم، بينما هم ينتقدون النظام والسلطة والرئيس والجميع .. طولاً وعرضاً. ويخشى المرء من تكريس «الصنمية» لدى الشخصيات القبلية والسياسيين، لأن هؤلاء لن يمانعوا.. والناس قد يساهمون في «العقرة» من حيث لا يشعرون! أما الأخت الكريمة «ياسمين الصبري» الإجراءات الأمنية كانت «مبالغة» ولو سُمح بعقد الفعالية بتعز «سكتة يا سكتة» لما سمع أو علم بها أحد، بدلاً من المبالغة في الإجراءات التي أعطت الجماعة «زحمة» أكبر وأكثر مما يحتمل المجال! رأيها يُحترم وفيه وجاهة، مع مراعاة أن التبسيط المخل واستسهال الأمور ليس مفيداً غالباً، وثمة ما لا يُرى أويُدرك بالعين المجردة!. وأما أن ما حدث يومها لم يكن «استفزازاً واستنفاراً للشارع للتظاهر والفوضى»، فماعنيته أنا بمقالتي السابقة هو أن الرغبة الملحة والضاغطة باتجاه استنساخ «بعبع الحراك» ومسماه بتعز، يُراد منه الوصول بالنتيجة وتحصيل الحاصل إلى ما وصل إليه هذا البعبع الشبح من أعمال فوضى وعنف ومواجهات وشغب حدثت مراراً وشهدتها مدن، مثل الضالع والحبيل وغيرها. لم أشهد بأن هذا هو ما حصل بتعز، بل كان سؤالاً استنكارياً حول: لماذا يُراد لهذا كله أن يحصل مع الشارع التعزِّي؟! ونعم «بوفائدة» ومليون فائدة من تعز وأهلها، ولكن «مابوش فائدة» من تعز مع المشاريع الصغيرة، فتعز الكبيرة لا يليق بها.. إلا أن تكون هكذا دائماً.. كبيرة وخطيرة «....». أن نتحاور.. شيء، وأن نتقاذف بالاتهامات والشتائم وبالبيض الفاسد شيء آخر تماماً، وما بيننا ليس خصومة وعداوة، وإنما خلاف لا يفسد ل «البيض» قضية...!