استوقفتني العديد من الأطروحات والكتابات سواء الصحفية أو المدونات الإلكترونية وبعض الكتب العربية والغربية أيضاً عن الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة بشكلٍ عام وعلى وجه الخصوص ما يجري حالياً في اليمن .. وما تسعى إليه إيران من خلال إعلامها الكاذب بإيهام العالم بأن للمملكة العربية السعودية دوراً في ما يجري في محافظة صعدة من حرب ، ومن خلال التصريحات النارية الإيرانية غير المُبررة يتضح للجميع مدى الحقد الذي وصل إليه الإعلام الإيراني ، من خلال اختلاق الأزمات والدعم الإعلامي للمخربين والإرهابيين في رقعة واسعة من الأرض ، ويؤكد من ناحية أخرى أن إيران طرفاً في كل ما يدور من قتال شمال اليمن ، إذ أن من غير المنطقي أن تتدخل إيران دون وجود ضلع لها في كل ما يدور ، ومما يؤكد لنا جميعاً وجود تدخل إيراني في ما يدور شمال اليمن بعض الأدلة الملموسة كقضية السفينة التي تم العثور عليها الأيام الماضية والتصريحات التي تداولتها وسائل الإعلام الإيرانية بخصوصها والتناقض العجيب الذي يجعل من إيران وقنواتها الإعلامية موضع الاتهام حتى لو لم يكن هناك دعمٌ حقيقي ماديٌّ أو معنوي للإرهابيين في صعدة. ولا أعتقد أبداً بأن إيران بريئة من كل ما نُسِبَ إليها وهذا رأيي الشخصي الذي أعتقدُ بأن الغالبية من القراء يوافقونني فيه ، فما عُثر عليه من أسلحة وعملة إيرانية وأفلام مع المجرمين في صعدة ، وما أكدته اعترافات الذين تم القبض عليهم والبعض ممن عادوا إلى جادة الصواب منهم تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن اليد الخبيثة التي تدعم الإرهاب في صعدة إنما هي يدٌ إيرانية خبيثة احترفت زرع الفتن والقلاقل بين أبناء الأمة العربية والإسلامية ، ولا يخفى عليكم الدور الذي تلعبه إيران عبر أذنابها في الشقيقة لبنان . هنا أؤكد بأن القضية ليست قضية اتهام فحسب سواء لجهات إيرانية رسمية أو غير رسمية وإنما حقيقة ، فلماذا تسعى إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة؟ وما الهدف من كل ذلك .. ؟ بلا شك نعلم جميعاً الدور الذي تتطلع إليه إيران وتسعى من خلاله إلى التحكم والعبث في القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية كقضية فلسطين ودعمها لأطراف ضد آخرين في أكثر من مكان في العالم ، وكذلك لا يخفى على الجميع توجه الحكومة الإيرانية مؤخراً نحو فتح علاقات سياسية ودبلوماسية مع دول إفريقية غير واضحة الرؤية والمعالم وتوضع عليها علامات استفهام عديدة حول طبيعة هذه العلاقات والتوقيت ولا أكون مخطئاً إن تجرأت بالقول بأن كل تلك العلاقات تصبّ في مصبِّ زعزعة أمن المنطقة بشكلٍ عام عبر أذنابها في المنطقة.. لقد قوبل قرار إيقاف بث قناة «العالم» الإيرانية عبر القمرين الفضائيين «عرب سات» ونايلسات بالترحيب من كافة أبناء الأمتين العربية والإسلامية ، وذلك لتمادي هذه القناة الإيرانية في زرع الفتنة والشقاق بين العرب والمسلمين وترويج أفكار هدامة إضافة إلى تعمد هذه القناة الكذب في وضح النهار دون أدنى خجل من المشاهدين الذين يُدركون كذب الإعلام الإيراني بكافة لغاته ...في الأخير أود التذكير بأن ما سبق ليس إلا جزءٌا بسيطاً مما ظهر لنا من إجرام ودعم الإيرانيين اللامحدود لعناصر الإرهاب في صعدة ، ولعلًّ المستقبل يفضح كل ما بطن ولم يظهر لنا علناً وكما قال الشاعر : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا .. ويأتيك بالأخبار من لم تزود . والله من وراء القصد .