قالت قناة العالم الفضائية الإخبارية الإيرانية إن إدارتي قمري "نايلسات" و"عربسات" الاصطناعيين قررتا وقف بث برامجها "دون إيضاح الأسباب." وكانت القناة نوهت مساء أمس الثلاثاء في شريطها الاخباري، بما نصه: (عاجل – عربسات ونايلسات توقف بث قناة العالم بدون أي تبرير"). وعلق مسئولون في قناة العالم: إن قرار وقف البث على قمر "عربسات" التي تملكه المملكة العربية السعودية وقمر "نايلسات" التي تمتلكه مصر اتخذ بطريقة مفاجئة بعد ظهر الثلاثاء. ووصفت القناة هذا التدبير ب"خرق فادح للعقد بين القناة وشركتي عربسات ونايلسات"، وقالت أنها سألت المسئولين المعنيين عن سبب هذا القرار إلا أن أي تعليق من قبلهما لم يصدر بعد. ونصحت القناة مشاهديها بالتحول إلى أقمار أخرى لمتابعة بثها، مشيرة إلى أنه لا تزال القناة متوفرة عبر أربعة اقمار اصطناعية أخرى هي "هوتبيرد وجالاكسي وآسياسات وتلستار". ويأتي القرار السعودي- المصري في إيقاف بث قناة العالم كمؤشر قوي للبعد الاقليمي لحرب صعدة، وتنامي الاحساس بخطورة المؤامرة التي تحاك على دول المنطقة- انطلاقاً من صعده- الأمر الذي اقتضى تحركاً عربياً طارئاً للتصدي للحرب الاعلامية والثقافية التي قادتها قناة العالم الممولة والموجهة إيرانياً، والتي يتهمها المراقبون بالوقوف وراء التوتر، وتقديم الدعم التعبوي للحوثيين بصورة مباشرة وسافرة. وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي حذر قبل يومين من تعمد ايران- عبر وسائل اعلامها الرسمية وقناة العالم- في اتهام السعودية بالتورط في الحرب.. وقد مثل ذلك إنذاراً مبكراً لما تسعى اليه ايران والتمرد الحوثي من إضافة بعد دولي للحرب الدائرة في صعده لتبرير المواقف الايرانية الداعمة للتمرد، وللدفع باتجاه التدخلت الدولية في شئون دول المنطقة.. وما أن مضت ما يقارب 24 ساعة على تصريحات وزير الخارجية اليمني حتى فوجي الجميع بالحوثيين وهم يعبرون الحدود اليمنية السعودية ويداهمون مواقعاً حدودية للأمن السعودي بمختلف أنواع الاسلحة، فيسقط اثر ذلك ضابطاً سعودياً شهيداً، ويصاب (11) آخرين من أفراد الأمن السعودي.
لا شك أن اللعبة الحقيقية وراء اشعال نيران التمرد الحوثي بدأت تكشر عن أنيابها، وتفصح عن هوية اللاعب الرئيس فيها.. وما كان بالأمس مجرد افتراضات وظنون، بات اليوم اتهامات بأدلة دامغة توجب تحرك عربي سريع لمواجهة الخطر الزاحف عبر البوابة الشرقية للوطن العربي..!