لأنه «معارض» و«كردي» أعدمت السلطات الإيرانية الخميس «إحسان فتاحيان» رغم احتجاج ومناشدة المنظمات الحقوقية في العالم وأولها منظمة العفو الدولية. .. هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تنفذ فيها الإعدامات بحق الناشطين والمعارضين السياسيين ورموز الأقليات الإثنية المضطهدة في إيران. .. وخلال السنوات القريبة والقليلة الماضية أعدم العديد من الأشخاص بأحكام مستعجلة وبعد محاكمات مشكوك في نزاهتها ومطعون في شرعيتها وموافقتها لمبادئ حقوق الإنسان وشروط العدالة. .. جميع حالات الإعدام من هذا النوع تمت على خلفية سياسية بحتة ولأسباب تتعلق بدرجة رئيسية ومباشرة بالانتماء السياسي والهوية القومية والتمثيل المذهبي الذي يشكله الأشخاص المشمولون بالإعدامات، وهذه هي قائمة الاتهامات الحقيقية مهما قيل على الصعيد الرسمي والإعلامي. .. ما يجري في طهران هو «إعدام الآخر»، سواء أكان هذا الآخر مذهبياً أو قومياً أو سياسياً، حتى لو كان من نفس المذهب والطائفة الدينية «الشيعة». .. العالم كله يعرف ذلك وعلى اطلاع ودراية بتفاصيل السلوك الرسمي الإيراني والقمع الأمني، تجاه الأقليات والمعارضين والناشطين الحقوقيين والقيادات المدنية. .. ومع ذلك يتطوع المسئولون الإيرانيون لإلقاء المواعظ والنصائح والإملاءات وممارسة التنظيرات تجاه الدول العربية حول «احترام» الآخر و«الحوار» مع العصابات الإرهابية و«التفاوض» مع المتمردين، بل والحوار مع «الشيعة» حتى في البلدان التي لا يوجد فيها «شيعة» على الإطلاق؟! .. لم يسمع المسئولون الإيرانيون حتى الآن من يقول لهم: عليكم البدء بأنفسكم، وممارسة سياسات سلوكية تحترم حقوق الإنسان والأقليات، وتنبذ العنف والقمع الوحشي والاضطهاد الديني والإثني، وتعترف بالآخر وتقر بحقه في الحوار والوجود والمواطنة المتساوية. .. المرجع الإيراني الشيعي آية الله منتظري وهو بمقام الخميني في الدوائر الفقهية والشيعية داخل إيران أصدر بالأمس فتوى قوية وشديدة اللهجة حرّم فيها الإعدامات والتصفيات بحق المعارضين، وقال إنها لا تستند لأي أساس ديني وفقهي وأن من يقوم بها آثم ومجرم، وأن جميع إجراءات المحاكمات والتحقيقات ليست شرعية أو مبررة. .. لكن السلطات الإيرانية يحلو لها أن ترى نملة في البعيد، ولا ترى فيلاً في طهران. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]