على حياء شديد وبخل في نشر المعلومات يواصل صندوق إعادة الأعمار بالمكلا توزيع ما يسمية صرف تعويضات المتضررين في عدد من القطاعات أبرزها القطاع السمكي والمساكن المتضررة جزئياً وكأن هذه التعويضات رجس من أعمال شيطانية وليس استحقاقات مالية يتوجب الإعلان عنها والعمل على إشهارها لتأكيد مصداقية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومدى تنفيذ الوعود الذي قطعته على نفسها والتزاماتها التي أعلنت عنها أثناء وبعد كارثة فيضانات السيول التي اجتاجت محافظتي حضرموت والمهرة في أكتوبر من العام الماضي 2008م . نعم تسير عملية صرف تعويضات المتضررين في تكتم إعلامي فظ وبصورة أشبه بالسرية أو المحظورة للنشر عدا خبر مقتضب فاقد للبيانات والأرقام والدقة ينشر هنا أو هناك لزوم إسقاط الواجب و (حيابكم).. فلا متضررون (معوضون) يظهرون للعلن ويقولون نحن هنا وهذه تعويضاتنا ولا المجتمع المحلي في الصورة وعلى دراية واطلاع بما يقوم به الصندوق من أعمال ميدانية ومعالجات حثيثة لمواجهة آثار الكارثة في كافة جوانبها . فأجهزة الإعلام المحلية ناهيك عن الصحف والمواقع الالكترونية مغيبة ، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه للأقاويل والشائعات والفبركات الدعائية والكيدية , رغم أن التكاليف الإجمالية للتعويضات بالملايين من الريالات ، فلماذا لا يخطر في أذهان المسئولين عن صندوق إعادة الأعمار في المكلا إطلاع الرأي العام على إجراءات التعويضات ، لذلك لا نجد لصمتهم مبررًا ، مع العلم أن الكثير يتهامسون ويتندرون على الإجراءات المتبعة من قبل أعضاء المجالس المحلية في الكثير من المناطق في أعمال حصر الأضرار المبالغ فيها والمنافية للدقة ومسئولية الأمانة. لاشك أن جميع السلطات المحلية والتنفيذية في حضرموت تعلم علم اليقين بأن هناك حملة شعواء منظمة مبنية على الشائعات واعتساف الحقائق واختلاق الأوهام والاشتغال بالكيد السياسي المبتذل قد رافق الأنشطة والجهود الميدانية الجبارة التي بذلت من كافة الأطراف الرسمية والشعبية في مواجهة آثار كارثة أمطار وسيول أكتوبر 2008م سواء في الجوانب الإيوائية أو الإغاثية , وهذا ليس سراً - بطبيعة الحال - فقد اعترف وأقر به عدد من المسئولين والقيادات المشرفة على معالجات أضرار الأمطار والسيول .. حيث شطبت تلك الحملات المشبعة بالأكاذيب والافتراءات من عقول البسطاء دور وجهود الأجهزة الحكومية وتدخلاتها العاجلة في كافة عمليات مواجهة أضرار الكارثة بل وأنكرته وجحدته حتى أصبح المواطن العادي البسيط متأثراً بذلك الخطاب المسف الذي أفقده ثقته وسلب وعيه. إن طريقة تعامل صندوق إعادة الأعمار في المكلا مع الإعلام كرسالة توعوية وتنويرية يجب أن تتغير وتصحح وهو مطالب بأن يقلع عن حالات الفتور والتجاهل والجفاء المصطنع بينه وبين أجهزة ووسائل الإعلام وأن يسارع في نسج علاقات تعاون وتنسيق مثمر معها ليضمن تحقيق أهدافه وغاياته ويسعى جاهداً لإشراكها ودعوتها لتحمل مسئولياتها ومهامها وأدوارها وإفساح المجال أمام الإعلاميين الأكفاء والمقتدرين في مختلف فنون العمل الصحفي لتقديم صورة مثلى وإيجابية عن الجهود المثمرة المبذولة في الميدان وجعلهم يواكبون أعمال الصندوق وعكس نشاطاته ودعم جهوده في إعمار ما خربته كارثة السيول سواء في البنى التحتية أو على صعيد تتبع صرف التعويضات في مختلف القطاعات , فالمسئولية مشتركة ولابد من التناغم والشراكة .