البناء والتعمير هدف كل انسان وطني والهدم هدف كل حاقد ومخرب، فهل أدرك الذين يصبون الزيت على النار أنهم يخربون ؟ وأن تخريبهم أشد خطراً على الشعب من العدو واضح العداوة ؟ وهل حان الوقت لأن نطلق الخلافات والأزمات ونصل إلى كلمة سواء تقدم النافع المفيد للبلاد والعباد ؟ أم أن النوايا لم تخلص بعد ؟، إن الاختلاف الذي شهدته الساحة الوطنية في الفترة الماضية أضر بالبلاد والعباد فتعالوا من أجل التنافس على تقديم النافع والمفيد، تعالوا من أجل أن ننبذ ثقافة الحقد والكراهية التي يحاول البعض التأصيل لها في أوساط المجتمع، تعالوا لنتحاور بموضوعية وجدية ومسئولية، لاتتركوا زمام الأمور لمن لم تعركهم ظروف الحياة، عديمي الخبرة والتجربة الذين اتصفت أفعالهم في الفترة الماضية بالطيش والسعي خلف الشهرة. إن وطن الثاني والعشرين من مايو لم يعد رهينة بيد من ينصبون أنفسهم أوصياء عليه، فقد بات الوطن ملكاً للشعب والشعب وحده هو الذي يقرر ويحكم نفسه بنفسه، اتركوا الادعاء بالوصاية أو العنصرية أو الحق الإلهي أو السلاطيني واعترفوا بأن الشعب قد شب عن الطوق وتعاملوا معه على هذا الاساس وانزلوا من أبراجكم العالية وتلمسوا هموم وتطلعات الشعب بروح المسئولية، واخرجوا من الوهم الذي عشتموه ودفعتم الأبرياء والبسطاء من الناس إلى الهاوية بسبب وهمكم وأحلامكم غير المشروعة، وتعالوا نحلم سوياً في ظل الوحدة والديمقراطية وعدم تجاوز الدستور والقانون والثوابت الوطنية، تعالوا نكون سوياً تحت سقف الوحدة والدستور والقانون ننسج أحلامنا المشروعة بمسئولية ونسعى إلى تحقيقها عبر الطرق المشروعة نخطب من خلالها ود المواطن ونقدس هويتنا الوطنية ونفدي تراب الوطن ونجعل «حب الوطن من الإيمان» سلوكاً عملياً. تعالوا نحمي الوحدة الوطنية لأنها القوة التي نواجه بها كل التحديات، نعم تعالوا إلى كل ذلك فكفانا مناكفة ومزايدة ومكايدة ومكابرة وليعلم الجميع أن أي طموح لايتحقق إلا عبر الطريق المشروع ولا مجال على الإطلاق لتجاوز الدستور والقانون، فهل حان الوقت للعودة إلى طريق الصواب ؟ نأمل ذلك بإذن الله.