كان البعض ممن لايدركون الموقف وخطورته ينتقد إصراري على مطالبة أحزاب اللقاء المشترك بتقديم اعتذار للوطن وإعلان مصالحة هذه الأحزاب مع نفسها، ومن ثم المبادرة إلى الاستفادة من الوقت وعرض ما لديهم من رؤى وطنية نافعة على طاولة الحوار والخروج من النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه، وقلت لأولئك البعض يبدو أنكم لاتدركون خطورة الصمت على جرائم التمرد والارهاب والنيل من الوحدة الوطنية، بل لاتدركون أن الأمر قد تجاوز ذلك إلى الحد الذي أصبحت تلك الأحزاب تبحث عن مبررات لتلك الافعال الإجرامية والإرهابية دون رادع من ضمير أو شعور بالمسئولية، والأكثر من ذلك أن هذه الأحزاب تخلفت عن الصف الوطني وتحدت الإرادة الكلية للشعب، وفوق هذا كله تقولون لايجوز ان نطالبهم بالاعتذار للشعب، عيب عليكم هذا التناقض العجيب، فتارة تقولون حماية الوطن أمنه واستقراره واجب الجميع وتارة تطالبون بعدم توجيه اللوم لكم وأخرى تقولون لاترفعوا في وجوهنا الدستور والقانون!. إن استمرار أحزاب المشترك في التمسك بهذا المنطق الأعوج دليل على حالة الضياع التي تعيشها هذه الأحزاب، بل ويؤكد على الحالة الصراعية التي تحتدم داخل تكوينات هذه الأحزاب وعدم قدرتها على إيجاد الحلول المناسبة التي تقنع قواعد هذه الأحزاب وتمكنها من استعادة الثقة التي فقدتها جراء استمرارها في ارتكاب الأخطاء السياسية والوطنية، الأمر الذي يؤكد من جديد أن العقلاء المستنيرين داخل هذه الأحزاب قد فقدوا زمام الأمور وسلموه لفتية أصابتهم حالة من الخور وجعلوا من الحزبية غاية وليست وسيلة، ولم يقدروا الأمور حق قدرها ولم يضعوا في حساباتهم ان الارادة الشعبية تراقب أقوالهم وأفعالهم وأن ذاكرة الشعب تدوّن كل صغيرة وكبيرة.. أقول: إن النقد البناء الذي يهدف إلى تقويم الاعوجاج هو مايحتاجه الوطن اليوم، فكفى مناكفة ومزايدة ومغالطة وتعالوا نتحاور ونقدم المفيد والنافع في بناء الوطن إن كان صوت العقل قد عاد إلى صوابكم بإذن الله.