أعتقد أن الواجب يحتم على الخيرين أن يقولوا كفى عبثاً وتلاعباً بالدستور والقانون, كفى تيهاً وضلالاً وكيداً للوطن ومقدراته, كفى انتقاماً ونكاية.وعلى الذين يعيشون مرض الرغبة في الانتقام أن يكفوا عن ذلك ومن له ثارات فليتجه نحو القضاء,وليدرك الجميع أن الشعب لن يرحم أولئك الذين يمارسون الانتقام من خلال المتاجرة بقضايا الوطن وسيادته وأمنه واستقراره ويسعون في الأرض فساداً وإفساداً من أجل مصالحهم الذاتية والآنية, وعليهم جميعاً أن يدركوا بأن الشعب لم يؤمن بالخزعبلات والادعاءات الزائفة, وعلى الذين يعتقدون بأنهم يدافعون عن قضايا الناس والمصالح العليا للوطن أن يقدموا على الانتخابات وأن يحتكموا لصناديق الاقتراع التي سيقول الشعب من خلالها كلمته وينكشف المستور ويظهر على السطح بوضوح. إن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الطريق المشروع الذي يوصل إلى السلطة، ومن سلك غير ذلك فهو الذي سيصاب بالخسران المبين والمقت الكبير؛لأنه سلك غير الطريق السوي, ولايجوز الادعاء بالذرائع وعدم النزاهة للعملية الانتخابية؛ لأن ذلك لايأتي إلا من باب المماطلة وعدم وجود النية السليمة في ترك الشعب يقول كلمته في الاختيار الذي يحقق آماله وطموحاته ويحافظ على وحدته وسيادته الوطنية ويجسد سيادة الدستور والقانون، كما أن اختلاق الذرائع دليل على الفشل وعلى اتباع سياسات خاطئة ,وإذا كان الأمر كذلك لماذا لايتم الاعتراف بالخطأ وإعلان التصالح مع الشعب وفتح صفحة جديدة تعتمد على الصدق واحترام الدستور والقانون وكل الثوابت الوطنية. ولئن كانت بعض القوى السياسية قد أخطأت في حق الشعب فإن الوقت مازال متاحاً لقبول الاعتذار وإعلان التوبة والتخلي عن السياسات الهمجية والغوغائية والعودة إلى جادة الصواب والبدء في التعامل مع الهيئة الناخبة باحترام والسعي لاكتساب الثقة من جديد ومخاطبة الناس بالمنطق والحكمة بعيداً عن المزايدة والكيد السياسي والزيف؛ لأن المواطن لم يعد يصدق إلا الحقيقة الصادقة والأمينة وإن كانت هذه الحقيقة مرة إلا أن الشعب يتقبلها إذا صدرت بصدق وإخلاص وتفانٍ, ولا داعي لاختلاق الأزمات؛ لأن النزاهة تتجسد في ضميرك الحي الذي بموجبه تخاطب الشعب, فهل حان الوقت للتصالح مع الشعب؟ نأمل ذلك بإذن الله.