قال تعالى: «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان». صدق الله العظيم «الرحمن الآية34». هكذا قال الله في محكم كتابه العزيز مخاطباً الجن والإنس وهو ما يفسره العلم والعلماء اليوم من أن الاكتشافات العلمية المتعلقة بالكون والفضاء، ما هي إلا ترجمة لما جاء في كتاب الله وقدرته سبحانه وتعالى، ما يعني أن العلم متاح لأي «جني أو إنسي» ونحن نرى الجن «هم الغرب» أما الإنس «فهم من ينسون حتى تاريخ ميلادهم» ولذا لم نر أي شيء قام به العربي «الإنسي» إلا إذا كان قد لجأ إلى الغرب ليظهر ما منحه الله من عقل وعلم.. وقد قالوا قديماً «لا كرامة لنبي في أرضه»! من ذلك نرى ما وصلت إليه وكالة «ناسا» الأميريكية واعلنته للملأ من أنها اكتشفت وجود مياه على سطح القمر عبر القطب الجنوبي للقمر، وهو اكتشاف مذهل ومبشر بآمال كبار للبشرية في أن تستوطن القمر في الزمن المستبقى إذا أراد الله ذلك، ولله في خلقه شئون. أنطوني كولابريتي.. العالم الأميركي المسئول عن المحطة التي أتاحت هذا الاكتشاف المهم، قال في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن: «لقد عثرنا على المياه، ليس القليل منها، بل كميات ضخمة، وأوضح «إننا نطير من الفرح» أما المسئول العلمي عن القمر في «الناسا» قال: «إننا نزيح الستار عن الأسرار الغامضة لأقرب جارٍ لنا وفي الوقت عينة للنظام الشمسي، وأضاف نيكول وارجو: إن هذا الاكتشاف يزيد فهمنا للقمر وللنظام الشمسي». ويؤمل العلماء الأميركيون بتحقيق الهدف الكبير في رحلتهم القادمة في العام «2020م» نعم هكذا يفكر الناس في الاكتشافات العلمية وبخطوات وئيدة وعلى مهل.. وليس بسرعة تؤدي إلى الهلاك.. ذلك لأن العلم يتطلب متابعة وأبحاثاً ووقتاً لاستنباط النتائج العلمية المذهلة. إن اكتشاف الماء على القمر قد أكد حقيقة علمية مؤداها أن لاشيء يقف أمام ما يسخره الله لعباده من أمور لصالح البشرية، وهو يعني إعلاء لكلمة الله والإيمان المطلق بأنه خالق كل شيء لا شريك له أبداً. لقد حدد العلماء بعد إلقائهم قنبلة تزن «3.2» طن في حفرة أطلق عليها اسم «كابويس» ومن ثم إرسال المسبار «آل كروس» الذي حللت أجهزته بنجاح المواد المعدنية الموجودة في الحطام والشظايا التي خلفها الانفجار الذي أظهر حفرة كبيرة تتراوح بين «20.30» متراً، ومن ثم العثور فيها على ما يعادل «عشرة دلاء» من المياه تكون سعة كل منها «5.7» لترات، وهي مجرد نتائج أولية ليس إلا.. العلم لا تحده حدود.. فما كان في الأعوام «69/1972م» مستحيلاً إظهاره عبر رواد «أبوللو آل12» في ست رحلات فضاء، قد صار اليوم في العام «2009م» حقيقة وأية حقيقة ستسعه البشرية في المستقبل القريب.. إن شاء الله تعالى.