عندما تتغلب النزعات والأهواء الشخصية على تفكير الفرد تظهر السلوكيات المنحرفة التي لا تمتُّ بصلة إلى قيم المجتمع ولا تمثل أحداً غير العنصر الذي غلبت عليه نزعته العدوانية على الآخرين، وعندها يقوم هذا العنصر المنحرف في سلوكه وأخلاقه بارتكاب الجرائم من قطع للطريق وقتل للأبرياء ونهب للممتلكات وانتهاك للأعراض، ويصبح مثل هذا العنصر أداة من أدوات التخريب والتدمير والإرهاب، يستخدمهم أعداء الوطن لتنفيذ مآربهم الحاقدة على الأرض والإنسان اليمني. ذلك هو ما يقوم به عناصر التخريب في بعض مناطق المحافظات الجنوبية، وكذلك ما يقوم به عناصر التمرد في بعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان، وهؤلاء وأمثالهم أعداء للإنسانية ينبغي مواجهتهم والأخذ على أيديهم وملاحقتهم لتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء الرادع، ليكونوا عبرة لغيرهم. وليدرك الجميع أن محاولة المساس بالوحدة الوطنية وإقلاق السكينة العامة أو النيل من السيادة الوطنية مبادئ عامة لا تقبل العبث، وأي تجاوز للدستور والقانون يعتبر اعتداء على الإنسان والحياة بكل مقوماتها، وأن فرض هيبة الدولة لحماية الثوابت من أقدس الواجبات التي ينبغي للدولة بكل أجهزتها القيام بها. ولئن كانت عناصر الإرهاب والإجرام في بعض مناطق المحافظات الجنوبية وبعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان قد مارست الإرهاب والقتل والتدمير والتصفية الجسدية بالبطاقة الشخصية وأعلنت عنصريتها فإن واجب المجتمع بكل مكوناته أن يشكل اصطفافاً وطنياً لمواجهة خطر هذه العناصر على الحياة، وهو ما فعله المجتمع اليمني كافة ولم يتخلف عن هذا الاصطفاف إلا من كان في قلبه مرض أو نفاق أو مخادعة أو تشفٍ وحقد وكراهية وهؤلاء قد قال الله تعالى فيهم: «ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وماهم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون، وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون». إن هؤلاء المخادعين أشد خطراً من العدو وينطبق عليهم قول الله تعالى: «وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين». صدق الله العظيم.. نعم هذا هو حال من يتخلف عن اصطفاف المجتمع لمواجهة دعاة العنصرية والانفصال والإرهاب والإجرام.