الجمهورية اليمنية بموقعها الجغرافي الهام في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة العرب وإطلالتها على البحرين الأحمر والعربي وإشرافها على مضيق باب المندب والذي يعد من أهم الممرات البحرية الدولية..هذا الموقع يجعلها بمثابة حزام أمني للمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي وأي اختراق لهذا الحزام الأمني سوف يشكل تهديداً مباشراً لأمن السعودية بالدرجة الأولى كونها ترتبط مع اليمن بحدود برية وبحرية ثم بقية دول الخليج..فأمن واستقرار اليمن وعُمان هو حماية لأمن واستقرار دول الجوار في الخليج العربي. هذه حقيقة لايمكن لأحد إنكارها سواء في اليمن أم دول الخليج العربي ومن هذا المنطلق فإنه من الأهمية القصوى أن تعمل دول مجلس التعاون الخليجي على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار ومسيرة التنمية الشاملة في اليمن ويعد الوضع الاقتصادي هو القضية المحورية في ذلك، فالبطالة وقلة فرص العمل سبب رئيسي في جعل الشباب فريسة سهلة بيد الإرهابيين والقوى التي أسندت إليها مهمة تنفيذ المخطط التآمري على اليمن والسعودية وبقية دول الجزيرة والخليج العربي والدول العربية والإسلامية بشكل عام. ليس مبالغاً القول: أن استهداف وحدة اليمن وأمنه واستقراره هو استهداف لأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي وكافة دول المنطقة، فأعمال عناصر التمرد والإرهاب وكذا عناصر التخريب والأعمال الإرهابية التي تنفذها عناصر القاعدة خطرها لا ينحصر على اليمن وحسب وإنما على كافة دول المنطقة وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي «عُمان، الامارات، الكويت، قطر، البحرين» ولكي يتم مواجهة هذا الخطر فلا بد من تنسيق أمني بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي وتقديم كل سبل الدعم والمساندة لليمن لتتمكن من تجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها والتي لا يمكن تجاوزها من خلال تقديم المعونات المالية أو العينية فقط ولكن من خلال إقامة مشاريع استثمارية كبيرة في المجالات الصناعية والسياحية والزراعية التي ستساعد في القضاء على البطالة بتوفير أكبر قدر من فرص العمل للشباب المتخرجين من الجامعات والمعاهد المتخصصة الذين وجدوا أنفسهم في رصيف البطالة وكذلك الأيدي العاملة في مختلف مجالات العمل. مايحدث اليوم في محافظة صعدة والمناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية وكذلك مايحدث في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن هو ناقوس خطر فإذا لم تتنبه قيادات دول مجلس التعاون الخليجي لذلك فسوف يمتد ذلك ليشمل كافة دول الجزيرة والخليج العربي كما هو مخطط من قبل الصهيونية العالمية، فبعد أن تم احتلال بلاد الرافدين «العراق الشقيق» وتدمير مقدراته وتحويله إلى بؤرة للإرهاب وتصفية الحسابات السياسية على أساس عرقي وطائفي ومذهبي وهو الذي كان يمثّل حزاماً أمنياً في البوابة الشرقية للوطن العربي أصبحت اليمن هي المستهدف الرئيسي كونها تمثّل حزاماً أمنياً لدول الجزيرة والخليج من الجهة الجنوبية والغربية ليسهل بعد ذلك تنفيذ المرحلة الثالثة من المخطط الصهيوني وهو أرض الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية» وبقية دول الخليج العربي ولذلك فلابد أن تتكاتف جهود كافة دول الجزيرة والخليج العربي لإفشال المخطط الصهيوني الذي يسعى إلى تحويل دول المنطقة إلى صومال آخر.