جورج جالوس النائب البريطاني المشهور بحبه للعرب وتعاطفه الحميم مع الفلسطينيين عموماً وأبناء غزة خصوصاً، قاد قوافل إغاثة قبل هذه التي أسماها «شريان الحياة» قال بأنه لن يكتفي بما قد جمع في القوافل الثلاث من المتبرعين في بريطانيا وأوروبا وأمريكا ودول أخرى من مواد وأجهزة وأدوية ومناصرين بارزين وأيضاً بالتنسيق والاتفاق المبكر مع السلطات المصرية حتى لاتتعرض الشاحنات بما حملت ومن عليها من الشخصيات ذات الوزن المحترم سياسياً وحقوقياً وطبياً وإنسانياً لمثل ماتعرضت له هذه القافلة الكبيرة.. الرجل بكلامه هذا يظهر أقصى قدر من الإيمان بأن مايفعله هو الشيء الذي كان يفترض بالأشقاء والإخوة من برلمانيين ورجال أعمال وأكاديميين وسياسيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان وشؤون البيئة سواء كانوا من الأحزاب الحاكمة أو المعارضة أو منظمات المجتمع المدني أن يكونوا في المقدمة بالقول وبالعمل، وإن علّق بعض الناس بأن من يرغبون بالتبرع لأبناء غزة لايثقون بأمانة وصدقية الذين يطلبون باسم هؤلاء الضحايا المنكوبين في المساجد في أيام الجمعة وفي غيرها، بل يتمنون لو أن هذا النائب الانسان والأمين بكل ما تعنيه الكلمة يزور الدول العربية والاسلامية لهذه الفرصة ويقيم مهرجانات في الميادين العامة ويتخذ له مقرات لجمع التبرعات تكون عناوينها معروفة لمدة إقامته حتى يأتي الناس بتبرعاتهم العينية والنقدية وهم آمنون عليها ومتأكدون من وصولها إلى المستحقين كاملة غير منقوصة.. فكيف ولماذا تأصلت هذه النظرة نحو كل من يتحدثون في الخطب والخطابات وفي المجالس والمقايل ويكتبون في الصحف والمجلات والكتيبات ويطوفون المدارس ويزورون الشركات الخاصة والمؤسسات وإدارات المؤسسات التجارية الكبرى والوسطاء مستخدمين الأساليب التي يخفون وراءها حقيقتهم التي لايؤمنون بأي كلمة تخرج من ألسنتهم عن نصرة المظلومين ودعم المجاهدين حتى يستعيدوا بعض حقوقهم التاريخية من عقارات ومزارع وممتلكات أجبرهم على تركها المحتل المجرم الذي فاق في وحشيته ما عرف حتى الآن من الجرائم ضد الانسانية.. وهذه الإشكالية التي عنوانها الشك في كل من يتباكون على القضية هذه وعن حال العرب والمسلمين نجدها تحتد لدرجة أن أحد المستمعين للخطبة في أحد المساجد كاد أن يقوم ويتكلم ولو أن الكلام محرم حال الخطبتين فوكزه صديقه وكزة بسيطة خفيفة فعرف أنه ينبهه إلى أنه سيواجه خطراً من كل المصلين، الصادقون منهم والمنافقون، وعليه أن ينتظر دقائق فقط ويذهب إلى المنبر ويكذب ذلك الخطيب أمام الجميع بما لديه من أمثلة وبراهين على أنه لايجوز الاعتماد على هؤلاء في كل مايقولون أينما حلوا وأينما رحلوا وأن بعض أهل الديانات الأخرى أصدق منهم وأكرم وأشجع..