مسالخ الطب والمستشفيات الخاصة في بلادنا تستدعي تدخلاً عاجلاً من منظمة الصحة العالمية ومجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان! .. ربما استدعى الأمر السعي لدى الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي لمساعدتنا بتشكيل لجنة خبراء وحكماء لمراقبة القطاع الصحي والطبي في اليمن وتقييم مستوى الخدمات ومدى تلبيتها للحد الأدنى من الشروط الإنسانية والعلمية! .. وزير الصحة قال ودعا الصحافيين قبل أيام إلى الكتابة بشجاعة، وها نحن من جديد نفعل ذلك. .. خلاص، مافيش معانا خيار آخر، إما هذا أو أن يمتنع المواطنون اليمنيون عن التعامل مع المشافي والمراكز الصحية ومسالخ الجزارين وقطاع الطب والصحة برمته، ونعلن حملة وطنية لاستئصال شلل الضمائر ومكافحة أنفلونزا التجريب والتخريب والعبث والتلاعب المفضوح بحياة البشر وامتهان آدمية وحقوق اليمنيين. .. سنلجأ إلى الطب البديل، وربما نجد من الأفضل والأرحم العودة إلى خبرات الطب الشعبي و«المقذّين» و«المياسيم» وحتى العرافين والعشابين وبول الإبل وفضلات الأرانب والفئران المنزلية الأليفة! .. كل هذا سيكون أرحم وأخف ضرراً ومأساوية من جرائم المشافي السفري ومسالخ اللحم الآدمي ومعلبات الساردين الفاسدة المسماة كذباً مستشفيات خاصة! .. لا أمل يرجى من وزارة الصحة.. جفّت الأقلام وتقرحت الحلوق وبحّت الأصوات من النداءات والاستغاثات والمناشدات والاحتجاجات، وكأننا نفرّ من الرمضاء إلى النار؟ ولا حد ساءل بنا أو عامل لن قيمة. .. دخلت امرأة قريبتي مستشفىً خاصاً في حزيز العاصمة صنعاء، تشكو وجعاً في البطن، ومن فورهم شخصوا الحالة على أنها المرارة ويجب استئصالها فوراً وقرروا الرقود والعملية وبعدين آخر شيء الفحوصات والأجهزة اللازمة!؟ .. شلوا المرارة ومعها شلوا الأمعاء وتركوها مقطوعة تنزف ورقعوا البطن على ما فيها.. لاحقاً وبعدما وصلت حالة المريضة إلى مشارف القبر اكتشفوا أن بعض الأمعاء مبتورة وتنزف داخل البطن وقريباً جداً من الكبد! .. أدخلوا المريضة غرفة العمليات دون موافقة الزوج وذبحوها من جديد وزادوا خربوا الباقي وأتلفوا الصالح وغطوا.. كل هذا والزوج لا يعلم.. وكان بالمصادفة فقط آخر من يعلم؟! .. ساءت الحالة وكان لابد من أجهزة وفحوصات خارج المستشفى للوقوف على الحقيقة، فكانت النتائج كارثية ومجنونة تماماً، ظهر أن المرارة كانت سليمة تماماً، وحدثت أخطاء جانبية مميتة أثناء استئصال المرارة السليمة، وزاد الطين بلة والحالة خطورة الأخطاء التي حدثت خلال العملية التلفيقية الثانية، وكادت المسكينة تموت وإدارة المستشفى تتعامل بمنتهى البرودة والتحدي والعنجهية. .. منذ شهرين والمسكينة ترقد في العناية المركزة بمستشفى آخر.. أملاً في إنقاذها، وعندما ذهبنا لوزارة الصحة نشكو ونطلب الإنصاف وإنقاذ حياة الناس من هذا العبث كان الوكيل المساعد «فلان» مشغولاً بتجاذب الحديث مع أصدقائه وأهل قريته وعندما منّ علينا بنظرة في الأوراق رماها في وجهي وعنفني حد الإهانة والامتهان. .. وبكل بساطة صرخ بوجهي: «من أنت.. ما أعرفكش؟» قلت له: أنا مواطن يمني وأنت مسئول يمني ومش ضروري أكون من القرية..! ولولا انسحابي المسالم لكان الخُبرة تجملوا معه ووروني شغلي وقد كادوا؟!! .. كان عليه أن يدلني على القطاع المختص والوكيل المختص، ولكنه وعدني بالتلفون خيراً وكان بيننا أكثر من اتصال وتواصل حول الحالة نفسها ودعاني لزيارته في المكتب وذهبت ومعي زوج المريضة فقابلنا بِشَر وتنكر لنا ولمعرفته بنا ولوظيفته! .. لن أسامح الوكيل ما حييت؛ لأن آلاف اليمنيين معرضون لخطر المسالخ الطبية من جهة، ومعرضون أكثر لظلم وتجاهل وإهانة الصحة ومسئوليها غير المسئولين. .. ولنا عودة على صلة بالألم فمن ينصفنا يا الله؟! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]