بالرغم من تجاوب بعض العناصر المأجورة التي تم التغرير بها للانخراط والمشاركة في صفوف المظاهرات والمسيرات التخريبية لعناصر التخريب الانفصالية في بعض مناطق المحافظات الجنوبية فإن تلك العناصر تتعرض للسرقة والابتزاز من قبل قادة التخريب ورموز الانفصال الذين لا ينفقون على العناصر المشاركة في تلك المظاهرات والمسيرات سوى القليل من مبالغ الدعم الخارجي الذي تعتمده بعض الأنظمة والتنظيمات الإرهابية المعادية لليمن والاحتفاظ لنفسها بنصيب الأسد من تلك الأموال المدنسة.. بعد طول انتظار ومعاناة على أبواب الجهات المعنية هكذا يغادر "التوصيف الإعلامي" جاحظ العينين شاخص البصر إلى جنة "الحلم" مع الذين يكدحون من الصحفيين وغيرهم من البؤساء وبئس الجزاء !! وبالتالي فإن عملية التخريب التي تنظمها مجموعة من بقايا السلاطين والمتنفذين والعملاء ليست سوى نوع من الاستثمار السياسي الرخيص على حساب الشعب والوطن ونوع من الضغط على القيادة السياسية لتلبية وتحقيق المطالب الابتزازية لقادة ورموز التخريب الانفصالية وتمكينها من العودة للمشاركة في الحكم بالطرق التي تحلو لها والتي تتناسب مع ميولها ونزعاتها الانتهازية أو اعتماد ورصد المخصصات المالية اللازمة لشراء أصوات تلك القيادات والرموز الانفصالية وقيامها بإخماد وإسكات المظاهرات والمسيرات التخريبية للعناصر التابعة لها والتي تستخدمها لهذا الغرض الرخيص والذي لا يلجأ إليه إلا الخونة والعملاء والعصابات المأجورة التي تعلمت هذا الأسلوب وفنونه من القوى الاستعمارية. لهذا السبب ونظراً لاطلاع المجتمع الدولي على حقيقتهم وطبيعتهم التي لا تعبر عن أي مطلب جماهيري وإنما وسيلة للابتزاز السياسي التي تنتهجها بعض القوى الانفصالية العميلة فقد عبرت كافة الأنظمة العربية والإقليمية والدولية عن موقفها الواضح من هذا الجماعات التخريبية وعدم التجاوب أو التعاطف معها بأي نوع من الدعم المالي أو السياسي باعتبارها نوعًا من حركات التمرد والعصيان الذي ينبغي لليمن التعامل معها كشأن داخلي ووفقاً للأنظمة والوقانين اليمنية النافذة لما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة والعالم. بالإضافة إلى ذلك فقد أسهمت هذه العناصر التخريبية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في تعزيز مكانة اليمن وسياستها الخارجية ووقوف المجتمع الدولي إلى جانبها في محاربتها لهذه العناصر التي ارتبط نشاطها بتكثيف التواجد الميداني لتنظيم القاعدة ونشاطه الإرهابي على الساحة اليمنية لاسيما وأن معظم عناصر القاعدة ورموزها القيادية والعسكرية قد تمركزت بكثافة في ثلاث محافظات الأمر الذي مكن للقوات المسلحة اليمنية من ضربها في تلك المحافظات وقتل العديد من العناصر القيادية والعسكرية والرؤوس المدبرة لتنظيم القاعدة المتواجدين في تلك المحافظات. الأمر الذي أكد للمجتمع الدولي حقيقة ارتباط عناصر التخريب في اليمن بتنظيم القاعدة الإرهابية وحركة التمرد في صعدة وبالتالي الدعوة إلى دعم جهود الحكومة اليمنية في محاربتها لهذا الثالوث الإرهابي خصوصاً بعد ما تجاوز الحدود اليمنية إلى داخل الأراضي التابعة للمملكة العربية السعودية بدعم ملحوظ من النظام الإيراني وأطماعه التوسعية في المنطقة. لذلك وفي ظل انكشاف حقيقة العناصر الانفصالية وموقف المجتمع الدولي منها فإنه يتوجب على كافة المغرر بهم من أبناء المحافظات الجنوبية ألا ينخدعوا بأقوال وشعارات العناصر الانفصالية للمشاركة في المظاهرات والمسيرات التخريبية وأن يعمل على تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء تلك الشعارات الزائفة وتبادر إلى التخلي عنها والعودة إلى أحضان الوطن الذي يتسع للجميع وانتهاز الفرص المواتية لذلك المتمثلة في نداءات ودعوات القيادة السياسية إلى حوار وطني لكافة القوى السياسية والحزبية والجماهيرية تحت قبة مجلس الشورى الذي يتم الإعداد والتحضير لانعقاده خلال الأيام القادمة بعد تأجيله بهدف منح المزيد من الوقت أمام كافة القوى الوطنية والسياسية لإعداد مشاريع الرؤى والأفكار والملاحظات التي ستطرحها للحوار والمناقشة ولما من شأنه الإجماع على كلمة سواء لما فيه مصلحة الشعب والوطن وبلورة أهداف وطموحات كافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية إلى واقع ملموس بطريقة سلمية ومنظمة وديمقراطية تنسجم مع المكانة الحضارية للمجتمع اليمني وواقعه الشوروي منذ الأزل عملاً بقوله تعالى «وأمرهم شورى بينهم».