يبدأ الناديان أهلي صنعاء وهلال الحديدة اليوم استحقاق خوض منافسة كروية آسيوية.. هذا النوع من المنافسات وإن تواضعت أهميته بالقياس إلى ما تمثله مشاركات المنتخبات الوطنية إلاّ أنها كثيراً ما تعطي بما تقدمه مؤشراً على صحة الجسد الرياضي اليمني عموماً. ذلك أن المنتخب الوطني – أي منتخب – ليس إلاّ نتاج أوضاع الأندية.. وهي أوضاع مع الأسف تدعو للرثاء والإشفاق.. والسبب أن اللعب في الأندية لم يعد كما كان في عقود خلت قائماً على الهواية والانتماء للنادي وإنما صار احترافاً في أندية لا تمتلك القدر الأدنى من شروط الاحتراف. الأندية في اليمن تشكو عجزها في مواجهة نفقات الأجهزة الفنية وتعاني في مسألة توفير الملابس والأدوات الرياضية ومع ذلك صار عليها أن تعترف بالاحتراف بمعناه التنافسي بالدولار والريال , حيث البقاء والحضور للأندية القادرة على الدفع والدفع المجزي للاعبين. وإذن فهو احتراف أندية تشكو الحراف واحتراف صار فيه الولاء لمن يستطيع تعويض سيمفونيات ماضي العشق للقمصان والألوان إلى اعتقاد الغلبة فيه للمصلحة. ولقد صار طبيعياً أن يكشف لاعبون عن رغباتهم في الانتقال من الأندية التي نشأوا فيها إلى أندية أخرى لمجرد أنها أفضل في الإنفاق وهو حق فرضه إيقاع الحياة بأنماطها الاستهلاكية والعمر القصير في الملاعب وعولمة الاحتراف. كل هذه الأمور يجب أن نأخذها في الاعتبار ونحن نتابع مشاركات أنديتنا على الصعيد العربي والقاري بحيث نعترف بالاحتراف في صورة دعم للأندية يستوعب المتغيرات ويقر بأن الآخرين من الذين ننافسهم يبقون الأكثر جاهزية.