وضعت ندوة "الاحتراف الرياضي في الإمارات" التي نظمها مركز الخليج للدراسات، في مبادرة غير مسبوقة، النقاط فوق الحروف بخصوص تقويم تجربة الإمارات في الاحتراف وقياس مردوده وعائده بعد مضي 5 سنوات من التطبيق، عبر 3 محاور تناول الأول: واقع الاحتراف الرياضي في الدولة، والثاني: معوقات ومحفزات تطبيقه محلياً، والثالث تأثير الاحتراف في الحضور الجماهيري والمستوى الفني، علاوة على المشاركات الخارجية، وحقوق البث التلفزيوني . وأثرى المشاركون من قيادات ونخب العمل الرياضي الندوة التي أدارها شيخ المعلقين الزميل علي حميد، بأطروحات هادفة وبناءة أتت على الموضوع بكامله، فلم يتركوا شاردة ولا واردة إلا وأتوا عليها بالعرض والتحليل، لكل التحديات التي تعترض مسيرة الاحتراف بشفافية كشفت السلبيات ومكامن الخلل والتخبط التي جعلته يسير بين مطرقة غياب التشريع والمرجعية، وسندان تأمين المال وتحمل المسؤولية، وبعد أن شهد خلافات بين اتحاد الكرة والرابطة "سابقاً" من أجل فرض الهيمنة، الذي عصف بالرابطة فألغيت في نهاية المطاف ويودع الشأن الاحترافي بحوزة اتحاد كرة القدم من خلال لجنة دوري المحترفين الحالية . وأكد المشاركون وجود قصور يطال المنظومة الاحترافية من غياب المرجعية وتشتت المسؤولية والأدوار علاوة على مشكلة الدعم لتغطية نفقات الاحتراف الذي فضلت الجهة الحكومية "الهيئة" إبقاءه في ملعب كرة القدم فقط من دون تعميمه لهذا السبب "الأخير"، كما لم يغب عن أذهانهم في النهاية، وضع توصيات ترسم خريطة الطريق للمستقبل الاحترافي وتقوّمه بعلاج السلبيات حتى لا ينحرف عن مساره الصحيح . وفي الحلقة "الأولى" نعرض طرح كل من إبراهيم عبدالملك، أمين عام الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وأحمد عيسى المحلل الكروي والقطب الأهلاوي، ويحيى عبدالكريم القطب الشرقاوي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة لكرة القدم سابقاً ولاعب المنتخب والشارقة وعضو لجنة دوري المحترفين سابقاً، والزميل الإعلامي محمد الجوكر نائب رئيس تحرير جريدة "البيان" أمين عام لجنة الإعلام الرياضي، والزميل ضياء الدين علي نائب مدير التحرير رئيس القسم الرياضي في جريدة "الخليج"، وعلي حمد حكم كرة القدم الدولي والمحصلة في السطور التالية: التشريعات موجودة وليس من حق الهيئة التدخل في شؤون كرة القدم عبدالملك: طبقنا الاحتراف متأخرين وكرة الإمارات تدفع الثمن استهل إبراهيم عبدالملك طرحه في الندوة بتمهيد مهم بقوله: بدأنا تطبيق الاحتراف في كرة القدم منذ 5 سنوات تحت ضغط من الاتحاد الآسيوي، وكان يتعين علينا أن نمضي في التجربة، وكانت هناك توجيهات من القيادة العليا بضرورة تهيئة المناخ الملائم لتنظيم الاحتراف في كرة القدم، واستطعنا بالتنسيق مع اتحاد الكرة وضع الإطار التشريعي للاحتراف لنأخذ خطوة في هذا الموقف الذي وضعنا فيه . وتابع: آنذاك لم تكن الأرضية مهيأة لاتحاد كرة القدم بالانطلاق نحو نظام الاحتراف والبدء في نشر تقافته وتهيئة الأرضية للكوادر البشرية والقائمين على الأندية الرياضية لينطلقوا في مجال احتراف كرة القدم، وأخذنا الخطوة الأولى واستطعنا التغلب على بعض "المطبات" . ويواصل عبدالملك متسائلاً: ماذا جنينا؟ هذا هو السؤال الحائر الذي يجب أن يجيب الكل عنه، ونحن في الهيئة قمنا بعمل تقييم بعد سنتين من تقييم تجربة الاحتراف في كرة القدم فوجدنا أننا لم نصل بعد لمفهوم الاحتراف الصحيح، فاتخذ مجلس إدارة الهيئة قراراً بإرجاء تطبيق الاحتراف في الألعاب الأخرى لأنه يحتاج إلى إمكانات وتهيئة الفكر الثقافي والموارد المالية، وهذا هو العامل الرئيسي فلا يمكن تطبيق الاحتراف في بقية الألعاب من دون موارد مالية، فالاحتراف يقوم أساساً باعتماد الأندية على نفسها لا على الدعم الحكومي . ويستطرد أمين عام الهيئة قائلاً: كانت هناك رؤية أولية تخص تطبيق الاحتراف في الألعاب الجماعية الثلاث كرة السلة والطائرة واليد، ثم ارتأينا الانتظار إلى ما بعد تقييم أدائنا في كرة القدم بشكل دقيق، علماً بأن الهيئة حالياً لا تستطيع التدخل في شؤون كرة القدم حتى لا يقال أن هناك تدخلاً حكومياً . وتحدث عبدالملك عن معوقات ومحفزات تطبيق الاحتراف الإماراتي قائلاً: كما أشرت نحن لم نهيئ الأرضية المناسبة للاحتراف، علماً بأن اللجنة الأولمبية الدولية غيرت ميثاقها منذ عام 1972 لتسمح للمؤسسات بالاحتراف الذي يحتاج لموارد مالية قوية جداً، وإدخال القطاع الخاص والمؤسسات الإعلامية في منظومته، ونحن تأخرنا ولم نبن القاعدة المناسبة أو حتى نراعي العناصر الأساسية اللازمة للانطلاقة على طريق الاحتراف، من ثقافة ودعم حكومي، وعمل تجاري، وحضور جماهيري . مؤشرات وتناول عبدالملك بالتفصيل 10 مؤشرات يرى وجوب تطبيقها تتعلق بثقافة الاحتراف التي تتطلب سنوات طويلة، والتحول التجاري قولاً وشكلاً ومضموناً، وقال في هذا الصدد: نحن بعيدون من حيث التحول نحو الاحتراف و60 % إلى 70 % فقط من الأندية المحترفة تحولت، كما أن الحضور الجماهيري حالياً أقل من أيام الهواية، وإدارات الأندية معظمها ما زالت هواة، وإذا تحدثنا عن تقييم أداء لاعبينا في الملعب فالكل يعرف ذلك، إضافة للقصور في الجوانب الإدارية والتنظيمية، أما الإعلام الرياضي فأرى أنه متقدم على مستوى احترافنا، وبالنسبة إلى الأوضاع القانونية فقد استطعنا توفيرها مع الإشارة إلى أن جزءاً بحاجة للمزيد، والمستوى الفني العام لدوري المحترفين لم يرتق بكرتنا، على اعتبار أن الاحتراف يجب أن يضيف له، وأتمنى من لجنة دوري المحترفين بحث كل هذه الأمور . اللوائح لا تراعي العدالة وعمومية المحترفين خارج الخدمة عبدالكريم: أحرزنا الآسيوية أيام الهواية وفقدناها مع الاحتراف قال يحيى عبدالكريم: أعتقد أن المطلوب الآن هو تحديد الثغرات والعمل على معالجتها، والأخ إبراهيم عبدالملك قال إننا دُفعنا لتطبيق الاحتراف، وأرى أننا لم نجبر بقدر ما كنا نتطلع لهذه الخطوة حتى لا نحرم أنديتنا من المشاركة في دوري أبطال آسيا للمحترفين . وتوجد علامة استفهام كبيرة تتعلق بأننا أخذنا البطولة الآسيوية "نادي العين" قبل احترافنا، ثم تراجعنا وافتقدناها بعد تطبيقه، كما تراجع منتخبنا الأول ولم يتقدم، وأعتقد أن الجهة التي تطبق الاحتراف "لجنة دوري المحترفيني هي التي يجب أن تقيّم الوضع إزاء ذلك، وقد كان لي الشرف أن أكون ضمن اللجنة المؤسسة لدوري المحترفين، وتجربتنا بالنسبة إلى لمنطقة كانت فريدة ومن الظلم أن نقارن أنفسنا بأوروبا، فالاحتراف الفعلي في الدوري الإنجليزي بدأ فعليا في عام 1992 . وفي "المعوقات والمحفزات" قال عبدالكريم: إن الرؤية غير واضحة وكذلك الأهداف، فما بالكم باللاعبين والجماهير، لقد صرفت الأندية مليار ونصف المليار درهم في موسم ولا نتيجة، كما أن المؤسسات الرياضية من الاتحاد المعني وأندية ما عندها قرار يتخذ من مجلس الإدارة لتعزيز التجربة، وبعد 5 سنوات من التطبيق، العمل يدار بالأمور الشخصية التي تتحكم في اتخاذ القرارات . ويواصل متسائلاً: هل يوجد فعلاً تقييم فني للدوري، وهل تعطينا لجنة المحترفين تقارير بذلك، فالبرامج التحليلية في القنوات التلفزيونية لا تعطينا تقييماً فنياً واقعياً، ويجب أن يصدر اتحاد الكرة كتيباً يحمل الأمور الفنية بحكم أن لجنة المحترفين تعمل الآن تحت مظلته، وأشار إلى أن الجمعية العمومية للجنة الاحتراف غائبة، وهذا يزيد الأمور تعقيداً، حيث المفترض أنها "العمومية" الجهة التي تتابع وتراقب وتتخذ القرارات التي تسهم في تقويم المشروع الاحترافي برمته . وعن المعوقات التي واجهته أيام العمل بالرابطة - سابقاً - وفترة وجوده رئيساً لمجلس إدارة شركة الشارقة لكرة القدم، قال: التفاوت في مستوى الدخل بين الأندية كان أبرز المعوقات، فليس المطلوب مني كنادٍ أن أنافس على الدروي وأنا لا أستطيع شراء لاعب وأنتظر الانتقالات الشتوية لكي أحصل على اللاعبين الذين لا تريدهم الأندية الأخرى صاحبة الإمكانات . ويتابع: العقبة الثانية التي واجهتني هي لوائح الاحتراف الحالية فبعضها لا يراعي النقلة وتحقيق العدالة المطلوبة بين الأندية من قبل اتحاد كرة القدم من قبل بعض اللجان مثل لائحة الانتقالات التي تحتاج للتعديل . واقع مرير بسبب العمل الفردي لا الجماعي الجوكر: احترافنا "شو" فقط وبعض اللاعبين تصرف لهم رواتب بلا لعب قال الزميل محمد الجوكر: لم نصل حتى الآن لمفهوم الاحتراف الذي تنشده الدول، أما نحن فاحترافنا للترويج والاستعراض، فقد هرولنا لتلبية طلب الاتحاد الآسيوي وهناك تصفية حسابات بين الأفراد والمؤسسات الرياضية، والأدعى أن يكون العمل جماعياً لا فردياً من أجل إنجاح احترافنا وتطوره، فاللاعب استفاد لكن الأندية لم تستفد . وأكد الجوكر أن غياب الشفافية ناتج عن غياب المرجعية والدور المؤسسي وفردية القرارات، وقال: نتمنى أن تتفق الهيئة واتحاد كرة القدم في طرح رؤية مستقبلية للاحتراف، لأن الوضع الحالي بالغ التعقيد في ضوء المشاكل الموجودة على أرض الواقع، فهناك لاعبون أجانب تصرف لهم رواتب وهم ليسوا في الملاعب، ويجب أن نهتم بأبناء البلد، احترافنا إعلامي أي "شو" فقط، بينما الواقع مر، وأشير في ذلك إلى أن القيمة الاحترافية للاعب الإماراتي من 5 ال 8 ملايين درهم في السنة، فهل انعكس ذلك على حياته الاجتماعية إيجابياً، يجب المصارحة والعمل على إنقاذ اللاعب الإماراتي في زمن احتراف ليس له هوية . وعن دور الإعلام الرياضي في تجربتنا الاحترافية، قال الجوكر: الإعلام الرياضي الإماراتي رغم أنه أكثر منظومة احترافية، إلا أننا (ضايعين في الطوشة)، فالإعلام لم يحقق دوره الطليعي، الذي تقوم به جريدة "الخليج" الآن، وكما أشار الأخ أحمد عيسى هل تستطيع الأندية دفع فاتورة الاحتراف؟ وفي الواقع الأمور متشعبة فالمجالس الرياضية فيها لجان احتراف، واتحاد الكرة فيه لجنة احتراف، نريد لجنة وطنية واحدة ترعى الاحتراف وتحافظ عليه . احترافنا يتيم وخدمنا في البنية التحتية فقط أحمد عيسى: الآسيوي فصّل بند الجمهور على مقاس اليابان وكوريا تفاعل أحمد عيسى مع الندوة بقوله: للأسف بعدما أمضينا 5 سنوات في تطبيق الاحتراف، يأتي التحرك لتقييم احترافنا من خلال جريدة "الخليج" التي نحييها على هذه المبادرة التي تنطلق من حس عميق بقضايا المجتمع عامة والساحة الرياضية من خلال مثل هذه الندوات المهمة التي تلقي الضوء على قضية تستحوذ اهتمام الشارع الرياضي . وأضاف القطب الأهلاوي: إن احترافنا يتيم وبلا هوية أو مرجعية وقضية الاستمرار فيه تفرضها البيئة، ولا مناص من أن نستمر لكن إن لم نجد وسيلة لتقوية احترافنا فهذه مشكلة، ومن وجهة نظري الشخصية الاحتراف خدمنا بشكل غير متوقع من ناحية البنية التحتية التي لم تكن تحلم أندية كثيرة بامتلاكها على النحو الذي وصلت إليه، ولا يمكن القول مثلاً سوى إننا سبقنا السعودية فقط، وهنا أتسأل: من يرسم السياسة الاحترافية؟ فالمرحلة التي نحن فيها تحتاج للشفافية . أين التشريع؟ وتساءل أحمد عيسى: أين التشريع الخاص بالاحتراف، الأخ إبراهيم عبدالملك يقول موجود، وإلى الآن لا توجد لائحة له، والقانون يلزم بذلك، والمؤشرات العشر التي يتكلم عنها موجودة ضمن الشروط والمعايير الموضوعة من الاتحاد الآسيوي لتطبيق دوري المحترفين والمشاركة في دوري آسيا علماً أن عمان والكويت والبحرين غير مشاركين، والذي حصل أن الاحتراف نقلنا نقلة خيالية في رواتب اللاعبين فقط، فإلى متى ستظل الأموال تصرف من دون طائل؟ أما من ناحية عقود اللاعبين (ما عندنا احتراف)، ومن ناحية اللاعب نفسه وتحوله إلى محترف ومن منظور هل شركات الكرة عملية أم على الورق فالأمر يحتاج إلى وقفة ومراجعة، فلو كانت الشركات عملية فمعنى ذلك أنه يوجد ملاك ومساهمين وتدار عن طريق أناس يستثمرون، وعلى صعيد البث التلفزيوني والنموذج الاحترافي فعلاً عندنا نموذج فلدينا لاعبون نصرف عليهم وهم غير متفرغين، وهذا في حد ذاته تفرد ونموذج مع التسليم بأن الاحتراف هو أن يمتهن اللاعب اللعبة . وأضاف أحمد عيسى: بالنسبة إلى الإطار التشريعي، فالإشهار الذي صار لرابطة المحترفين فالقانون يقول إنه يلزم بوجود لائحة تقوي الاحتراف بكل عناصره ومتطلباته حتى يتطور، وأشار إلى أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسم في بند التقييم الخاص بالجمهور تحديد سقف المتفرجين ب 5 آلاف لحساب كوريا واليابان من دون مراعاة للكثافة السكانية لبقية دول القارة، وهذا يضمن تفوق الدولتين المشار إليهما في درجات التقييم للدوريات المحترفة سنوياً . أطروحات الإعلام لا تجد الصدى المطلوب ضياء الدين علي: الاحتراف كمشروع وطني بلا مرجعية رسمية قال الزميل ضياء الدين علي: أريد تسجيل نقاط عدة لتكون هذه الندوة خريطة طريق مهمة للمستقبل، فالواقع الذي بين أيدينا يقول إن هناك تهرباً من المسؤولية، وما يدعو لعدم الرضا هو عدم وجود جهة مرجعية لتحديد الأدوار وتوزيع المسؤوليات، وفي مرحلة البداية كان الاحتراف أشبه بكرة الثلج ما يعني إمكانية التعاطي معه وتنميته، والآن أصبح كرة نار الكل يهرب منها، ويستوجب ذلك وجود مرجعية تحدد المسؤولية والأدوار . واستشهد ضياء الدين بتجربة اليابان في الاحتراف والتي نجحت وحققت قفزة لكرتها لأنها انطلقت من رؤية وأهداف مستقبلية واضحة ومبرمجة تتجسد نجاحاته الآن على أرض الواقع،كما أشار لوجود قصور يستوجب تحديد مكامنه المتشعبة بالضبط ومن ثم وضع الحلول المناسبة لتصحيح مسارنا الاحترافي . وتابع: قلنا مراراً إن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة يجب أن تكون هي المرجعية الأولى للاحتراف بمفهومه الشامل لأنه مشروع وطني، ثم حدث ما حدث في الاكتفاء بالتطبيق على صعيد كرة القدم فقط للأسباب التي ذكرها أمين عام الهيئة، وأعتقد أن الاحتراف يحتاج لتقويم مساره وأكثر هاجس يشغلني هو أن تتوصل هذه الندوة لتوصيات تتبناها المؤسسات المعنية للوصول لتقويم التجربة لتتطور على أسس سليمة . ونوه رئيس القسم الرياضي في "الخليج" ببعض الملاحظات بقوله: الإعلام يحاول أن يكون ناقلا للمشهد الاحترافي وأيضا يمارس دوره في النقد ولكن رد الفعل ضعيف جداً من المؤسسات المعنية، وكما أشرت لا توجد جهة مرجعية للاحتراف على مستوى الدولة والمطروح بالمجالس يمثل آراء يمكن الوقوف عندها أو مساءلة أصحابها . "دراما مثيرة" تكشف المستور في الحلقة الثانية غداً سيكون متابعو ندوة "الخليج" غداً على موعد مع حقائق مدهشة ومهددة للكيان الرياضي برمته، إن لم تتخذ وبسرعة قرارات حاسمة من أعلى المستويات لوقفها قبل أن تتحول لنزيف يهدد حياة شباب الوطن الرياضي، وفي التالي مقتطفات من اعترافات أدلى بها المشاركون في هذه الحلقة الساخنة والمثيرة: إدارة ناجحة للندوة لم يكن غريباً على المخضرم الزميل الإعلامي علي حميد شيخ المعلقين أن يكون على قدر المنصة في إدارته للندوة ببراعة اتسمت بالموضوعية لأقصى درجاتها، مع العدالة في توزيع الوقت المخصص للحديث على المشاركين بمساواة كفلت جودة الحوار . واللافت هو قدرته على محاورة المشاركين بأسئلة سريعة ومباغتة في صلب الموضوع لم تخل أيضاً من ذكاء شديد في وضع يده على الجرح الغائر في جسد الاحتراف بما يحمله من مشكلات، ليصل في النهاية ومن خلال أطروحاتهم لما يريد في كشف المستور، وتحديد مكامن الخلل، ومن ثم الحصول على مقترحاتهم باتجاه الحلول للمعوقات . سر إلغاء رابطة المحترفين في رده على سؤال وجهه مدير الندوة الزميل علي حميد بشكل مباشر إلى إبراهيم عبدالملك أمين عام الهيئة عن السر في إلغاء إشهار رابطة المحترفين لكرة القدم ومن ثم اعتمادها كلجنة تحت مظلة اتحاد كرة القدم، قال عبدالملك: ألغينا الرابطة عندما اشتدت الخلافات بينها واتحاد كرة القدم وصلت لمرحلة تتعارض مع المصلحة العليا، وكان لابد من وقفة، وأعتقد أن الوضع الحالي ليس له أي تأثير في مجريات العمل في الشأن الاحترافي . لا شفافية مالية أو مردود زيادة عن أيام الهواية قال ضياء الدين علي في معرض حديثه بالندوة: نتكلم عن الشفافية المالية ولا وجود لها بالمرة، كما لا توجد أرقام، وعلى الورق عملنا عقود واللاعب استفاد ولم يفد، وبالتالي لم نأخذ من الاحتراف أي مردود زياده أكثر مما كنا عليه في الهواية . ويتابع لبسنا نظارة الاحتراف لكننا نتحسس، وما يطرحه الإعلام في أهمية وجود مرجعية لم يجد الاستجابة والأمور وصلت إلى حد الإحباط كأننا ندير أسطوانة مشروخة، ننبه ولا أحد يستجيب . ازدواجية المناصب أكبر آفة قال يحيى عبدالكريم: إن ازدواجية المناصب هي أكبر آفة في نظامنا الاحترافي فلا يعقل أن يكون رئيس نادي هو أيضاً رئيس لجنة في لجنة دوري المحترفين، وهذا في حد ذاته قد يثير حفيظة الأندية الأخرى فكيف يحدث ذلك الهيئة لم تعتمد اللائحة التنفيذية للاحتراف بسبب " النفقات" دافع إبراهيم عبدالملك عن موقف الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة عن طرح في الندوة أشار لوجود فراغ تشريعي على خلفية عدم إصدار الهيئة لائحة تنفيذية للاحتراف حتى الآن بقوله: غير صحيح أنه يوجد فراغ تشريعي، وقد تعمدنا في الهيئة عدم إصدار تلك اللائحة لأنها لو اعتمدت فمعناها أننا سنطبق الاحتراف في كل الألعاب، والحكومة الاتحادية غير مستعدة للتكفل بنفقات نظام الاحتراف، وعليه ارتأينا أن المصلحة العليا تتطلب عدم تطبيق الاحتراف في كل الألعاب . وفي رده على سؤال وجهه إليه مدير الندوة على حميد: هل رفعتم إلى الحكومة مشروع احتراف متكامل؟ قال عبدالملك: الحكومة أبعدت يدها عن تقديم الدعم المادي وقالت نترك الأندية التي تسعى لتطبيق الاحتراف لأن تتحمل نفقاته، أما بالنسبة إلى الدعم من الحكومات المحلية فهذا شيء آخر .