تخوض شرطة إمارة دبي، إحدى الإمارات العربية المتحدة، معركة هذه الأيام ضد فرقة إعدام القيادي الفلسطيني في حركة حماس محمود المبحوح في أحد فنادق دبي قبل أكثر من شهر.. وتبذل جهوداً حثيثة لإعادة الاعتبار لسلطاتها الأمنية التي اتهمت بعدم إيلاء الاختراقات أو استغلال انفتاح الإمارة المذكورة التي أصبحت في سنوات رمزاً للاستثمار والتجارة والاقتصاد على مستوى العالم بعد سنغافورة وهونج كونج في شرق آسيا. وقد استطاعت شرطة دبي كشف كل المتورطين التابعين للموساد الاسرائيلي وتحت إشراف رئيس الوزراء نتن ياهو ورئيس هذه المخابرات التي قامت بأعمال اغتيالات واسعة منذ خمسين عاماً في أنحاء عديدة من بينها بعض الدول العربية كبيروت وحمامات الشاطئ في تونس ولم تفشل إلا في عمّان عام 96م في قتل خالد مشعل بالغازات السامة نظراً ليقظة المخابرات الأردنية. وكان ثمن ذلك الفشل الموسادي أن أطلقت اسرائيل سراح الشيخ أحمد ياسين، مؤسس وزعيم حركة حماس مشلولاً بسبب التعذيب في السجون الاسرائيلية كشرط من الملك حسين - رحمه الله - لإطلاق عنصري الموساد اللذين قاما بتلك العملية وكان لها وقع مدوٍ في تاريخ المخابرات الاسرائيلية. بالأمس اقتربت عملية جمع المعلومات عن أسماء وجوازات فرقة القتل من اكتمالها بمعرفة بنك ائتمان أمريكي زود بعض أعضاء الفرقة بالأموال بموجب بطاقات ائتمانية. وأن جميع الجناة هم الآن في اسرائيل، وأن رئيس وزراء اسرائيل أشرف وبارك العملية ومنفذيها قبل أن تقع باسم شعب اسرائيل كما جاء في الصحف الاسرائيلية نفسها. وموقف الدول التي تم تزوير جوازاتها وهي أوروبية وشرائح الهواتف النقالة بالإضافة إلى استراليا لم تكن كما توقع المراقبون لسير الأحداث وتطوراتها؛ لأنها لم تتخذ ما يثبت أنها ستدافع عن سمعتها وأمنها ومصالحها؛ كون من قاموا بتزوير جوازاتها وانتحلوا شخصيات مواطنيها يمكنهم أن يعرّضوا أمنها القومي ومصالحها وعلاقاتها بالدول الأخرى إلى الأضرار والخطر. لقد كان الحرص على عدم إغضاب اسرائيل هو الأساس الذي ميّز رد فعل المسؤولين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا؛ وإن أعلنت استراليا عن عدم رضاها من التوضيحات الاسرائيلية. ولم تعقب أي منها على ما استجد من التحقيقات في شرطة دبي أو تبدِ استعدادها لمطالبة البوليس الدولي كما طلبت منها ذلك شرطة دبي بإلقاء القبض على المطلوبين بما فيهم رئيس وزراء اسرائيل ورئيس الموساد وإرسالهم إلى شرطة دبي للتحقيق معهم. أما هذه الإمارة الصغيرة فقد لفتت الأنظار من خلال الصور التي التقطتها الكاميرات في فندق البستان، وكيف أحاط القتلة بالمبحوح من كل جانب، ووجهوه بالقوة إلى الغرفة التي نفذوا فيها عملية الاغتيال، ومدى الاستعدادات التي قاموا بها مسبقاً للخروج من الإمارة إلى عدة جهات فور تنفيذ العملية. وقد عكس ذلك يقظة شرطة دبي والتي أعلن رئيسها ضاحي خلفان أنه من الآن وصاعداً سيعاد النظر في تدقيق فحص جوازات كل الأوروبيين، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية استغلال تبسيط الإجراءات في مطار وموانئ دبي من قبل الموساد الاسرائيلي وعملائه. فالعملية تمثل اعتداءً على أمن الإمارة وكل الإمارات العربية المتحدة، ويمكن أن تحدث في الدول العربية الأخرى لاسيما التي تربطها علاقات قوية مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة خاصة أن هذه الدول قد شددت الإجراءات على المواطنين العرب القادمين أو المقيمين فيها بعد محاولة تفجير طائرة “ديترويت” التي كانت قادمة من هولندا في الشهر قبل الماضي ووصلت إلى حد تصوير القادمين بأجهزة تكشف كل ما تحت ثيابهم رجالاً ونساءً!!.