لازلنا نؤمن جيداً وكما تعلمنا “بأن الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية” كما أن الاختلاف على أسس وثوابت صحيحة رحمة، وأن الاختلاف في الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمصيرية ماهو إلا ظاهرة صحيحة الهدف منها في حال صلحت النوايا والأهداف واتحدت الجهود الوطنية ماهو إلا من أجل تصحيح الاعوجاج وتقييم الأوضاع على أسس ثابتة وفقاً للثوابت الوطنية التي لايجب الخروج عنها أو المساس بها مهما كانت الأسباب، وألا يكون الاختلاف على حساب المصالح العليا بالوطن والعمل على الإضرار به وتحت شعارات براقة تحمل في ظاهرها الرحمة وفي الحقيقة تحمل في باطنها العذاب وهي لعبة يتقنها قادة الأزمات في أحزاب اللقاء المشترك بامتياز مع مرتبة الشرف من عهود سابقة وكلنا يعرف ذلك، لأنهم عرفوا ومعرفون بسلوكهم الشاذ والمعادي لكل ماهو جميل ورائع في هذا الوطن، ولايحبون الاستقرار والتنمية البتة، وإنما عاشوا وترعرعوا على سفك الدماء والحروب وإذكاء الفتنة، وتميزوا في سياسة إشعال الحرائق والتمادي مع العناصر التي ترتكب أعمال العنف والتحريض عليها والدفاع عن الخارجين على النظام والدستور وتشجيعهم على زعزعة أمن واستقرار الوطن والاعتداء على المواطنين ونهب ممتلكاتهم وحرق متاجرهم والتقطع في الطرقات الآمنة وفرض إتاوات وإزهاق أرواح العديد من المواطنين الأبرياء. وما المواقف المعاكسة والمخالفة للتوجهات الوطنية المخلصة والصادقة الرامية إلى حشد الدعم المحلي والعربي والإقليمي والدولي المؤيد والداعم لمسيرة التنمية والأمن والاستقرار في وطننا الحبيب والتي انتهجتها وتنتهجها المعارضة ممثلة بقادة أحزاب اللقاء المشترك ماهو إلا دليل جديد وثابت على إفلاس تلك الأحزاب ووصولها إلى الرمق الأخير من الحياة السياسية وهذا ما نلمسه يوماً بعد الآخر ومن أرض الواقع باستمرار تلك العناصر التي تدعي نفسها حامي الحمى “والمنقذ للوطن” بإذكاء وتغذية روح الكراهية والحقد في أوساط المجتمع ومحاولة أخيرة لإعاقة مسيرة البناء والتطوير وخلق مزيد من الأزمات وتأجيجها واستغلالها لأجندة حزبية ومصالح ضيقة وجر الوطن إلى حالة من التوتر المستمر واللااستقرار، مستغلين في ذلك فضاء الديمقراطية ومساحات الحريات التي يوفرها النظام وتحميها القوانين ويسعى قادة المشترك إلى دعم العناصر الخارجة عن القانون والدستور للقيام بأعمال تخريبية وهمجية الهدف منها زعزعة أمن واستقرار الوطن وعرقلة مرحلة البناء والتنمية فيه وهذا ما نلمسه جميعاً وماينكره إلا جاحد . صحيح قد نتفق جميعاً في وجود اختلالات إدارية وفساد في الكثير من المؤسسات والهيئات والقطاعات ولكنها شيء طبيعي في ظل مجتمع يسعى للتطور والرقي بخطوات متسارعة وتجاوز مرحلة التخلف والعداء للوطن وثورته ووحدته الوطنية، وبالتالي فالأجدر بقادة الأحزاب والمعارضة وعلى رأسهم المخلصون للوطن الالتفاف حول الثوابت الوطنية والجلوس على طاولة مستديرة للحوار مع الحكومة بجدية ووطنية، ومناقشة كل قضايا الوطن بشفافية ووضوح وصدق بعيداً عن مبدأ “الربح والخسارة” أو مبدأ الشطار بتصفية الحسابات أو الخروج بمكاسب سياسية ومالية ومواقع إدارية جديدة على حساب الوطن وأبنائه، فالأجدر بالجميع الحرص على خدمة الوطن والمواطن وترك المماحكات السياسية التي لاتجدي ولاتنفع جانباً والاحتكام للقانون والنظام والعقل من أجل الوطن إن كانوا جميعاً وطنيين فالوطن أسمى من الجميع وهو يستحق الكثير من التضامن والعمل الجماعي الصادق والمخلص من أجل بنائه وصيانة وحدته واستقراره بدلاً من تلك الصراعات والخلافات التي يحاول البعض الزج به في أتون صراعات سياسية، وهذا مايتوجب أن يدركه قادة أحزاب اللقاء المشترك وليس عيباً أن نتعلم من الآخرين سواء في دول العالم العربي كلبنان او دول العالم الأوروبي كبريطانيا وألمانيا وفرنسا في كيفية معالجة مشاكلنا والاحتكام لمبدأ العقل والديمقراطية وتحقيق مصالح الوطن العليا بعيداً عن المناكفات السياسية التي تضر ولاتنفع وتشل الحركة التنموية في كل القطاعات والمجالات وأعتقد بأنكم معي في ذلك. ما أحب أن أصل إليه في موضوعي هذا ترى ماهي الأجندة السياسية لأحزاب اللقاء المشترك في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة هل هي دعم الأعمال التخريبية ومساندة الخارجين عن النظام والقانون، أم العمل يداً بيد من أجل يمن جديد ومستقبل أفضل؟ إنها أسئلة بسيطة بحاجة إلى إجابة بدلاً من تغذية روح الكراهية والحقد لكل ماهو جميل في هذا الوطن، فهل من إجابات لدى قادة المشترك لما يطرحه البسطاء من أبناء الوطن، صدقوني لوحكمتم العقل وغلبتم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة لكسبتم رضا الله أولاً ورضا الوطن ثانياً، ورضا الشعب الذي هو مصدر السلطات وصاحب القرار المصيري في الانتخابات القادمة ، فالوطن بحاجة للجميع من أجل الوطن ، فهل وصلت رسالتي يا حكماء اليمن وعقلاءها في الحكومة والمعارضة أتمنى ذلك، وأتمنى أن يلمس الشعب جهود الجميع من أجل الوطن وياقادة المشترك كفوا عن إثارة الفتنة وتغذية روح الكراهية والحقد وتأكدوا “بأن النار لاتحرق إلا رجل واطيها” ودمتم مخلصين للوطن إن شاء الله.