إلى كل يمني مُحب لوطنه ومخلص له أحببت أن أكتب هذه السطور حرصاً على مصلحة الوطن ونحن جميعاً مصلحتنا من مصلحة وطننا ، بغض النظر عن الانتماء السياسي أو غير ذلك من الانتماءات ، لكن الأهم من كل ذلك هو انتماؤنا للوطن - المظلة التي نستظل بظلها جميعاً - ، فيكفينا فخراً أننا أصل العروبة وبلد الإيمان والحكمة ، ولست بحاجة إلى المزيد من ذكر الأوصاف التي تحمل كل الدلالات التي يحق لنا جميعاً الفخر بها ، لأن الجميع يعلمها . لا يخفى على الجميع المراحل الصعبة التي مر بها وطننا الحبيب ، والظروف القاسية التي عانى منها كل اليمنيين في عهد الإمامة البغيض شمال اليمن والاستعمار البريطاني حتى قامت ثورتا سبتمبر وأكتوبر المجيدتين وانتصرت إرادة الشعب وتم شق طريق إعادة تحقيق الوحدة المباركة حتى بارك الله قيامها على يد باني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – «حفظه الله» في الثاني والعشرين من مايو 1990م. لقد كانت كل المراحل التي مرّ بها وطننا قاسية وكان الطريق غير مفروش بالورود كما يظن البعض ، لكنه كان طريقاً مليئاً بالأمل بأن المستقبل سيكون أفضل بلا شك ، حتى أرسيت دعائم التنمية والأمن والاستقرار في كل ربوع وطننا الحبيب ، ولقد كان من أهم سمات المرحلة الحديثة للتطور الذي شهدته اليمن وجود حكم ديمقراطي وحرية وتعددية سياسية ، لذلك فإن من يدّعون بأن اليمن لم تشهد أي تطور فهذا كلام مردود على قائله، لأنه كلام فيه مزايدة مفضوحة للعيان وانتقاص لكل الأدوار التي قام بها كل الشرفاء من أجل الوطن ، فلماذا يسعى الحاقدون على اليمن إلى نشر الجانب السيئ ولا يهتمون بالجانب الإيجابي ؟ نحن نعلم أن لكل شيء في الوجود إيجابيات وسلبيات وأحياناً تطغى إحداها على الأخرى ، فلماذا لا يعمل هؤلاء على الإشادة بكل ما هو إيجابي وتصحيح كل السلبيات بدلاً من ذم كل شيء تقوم به السلطة ، بسبب أن ذلك الحزب أو ذاك ليس في السلطة ، هناك إيجابيات كثيرة وهناك أيضاً سلبيات، ولعلي أكون منصفاً إن قلت بأن الفساد المالي والإداري موجود ويعلمه الجميع ، ومن ينكر وجود الفساد المالي والإداري واستشرائه في بعض المرافق فهو غير منصف ، لكن هل تتم مكافحة الفساد عبر تشويه سمعة اليمن في الصحف والقنوات .... ؟ هناك طرق عديدة لمكافحة الفساد وأساليب حضارية يمكننا من خلالها نبذ الفساد وكل ما من شأنه أن يؤدي إليه ، ولماذا لا يأتي المتباكون على حال الوطن البيوت من أبوابها إن كانت نيتهم صادقة ؟ ولماذا لا يُكافحون فساد أنفسهم أولاً قبل أن يكافحوه عند الآخرين ، لا شك بأنهم هم من ينطبق عليهم قول الشاعر: لاتنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ولماذا وُجدت هيئة متخصصة لمكافحة الفساد في اليمن ؟ لربما يقول البعض بأن هذه الهيئة ليس لها دور في مكافحة الفساد ، وسأرد عليه بكل يسر ، لماذا نحن مستعجلون في كل شيء ؟ فالهيئة موجودة وقائمة وليس كل ما يرد إليها من قضايا فساد يتم التعامل معه في الحال، هناك قضايا ربما تكون غير صحيحة ومن مهمة الهيئة التحري عن هذه القضايا التي ترد ، لأنه في ظل المماحكات الحاصلة بسبب التعددية الحزبية ربما يقوم البعض باستغلال المناخ لتشويه سمعة الآخرين ، وواجب الهيئة أن ترعى هذا الجانب بالتحري وإحالة ما يثبت لديها من قضايا إلى النيابة . أخيراً رسالتي إلى كل يمني هي المحافظة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وطرد كل إرهابي في أي مكان يتواجد ومساعدة الجهات الأمنية في كشف كل الخونة والمخططات التآمرية التي تحاك ضد الوطن ، لأن الحاقدين على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره لا يهدأ لهم بال إلا باختلاق الفتن وإشعالها ، وبإذن الله ستكون المرحلة القادمة حافلة بالخير والعطاء ، وعلى كل من يسعى إلى الفتنة وشق الصف أن يتقي الله في نفسه ووطنه ، فالسفينة إن غرقت ستغرق بجميع من فيها ، والوطن أمانة في أعناق الجميع.