هذه السطور التي أسطرها ليست في سياق تلميع وجه الحكومة أو النظام السياسي، وكذلك ليست للدعاية أو التأثير على اللجان الخليجية المسئولة عن كتابة تقرير حول زيارتها للمواقع والملاعب التي ستتشرف باحتضان (خليجي 20)، حيث من المفترض ومن الأمانة أن تكتب اللجان التقارير وفقاً للواقع على الأرض وليس تأثراً بما ينشر على ورق الصحف والمجلات وبعض المواقع الإلكترونية بل وبعض الفضائيات التي اتجهت نحو تشويه صورة اليمن. لكن الذي أجبرني أن أكتب هذه المقدمة هو وجود فيروسات من البشر ( وللأسف جلهم مننا وفينا ) يكتبون وهم بعيدون عن أرض الحدث بل يكتبون وهم على بعد آلاف الكيلومترات عن اليمن وعن عدن بالذات، ولم يشاهدوا المنشآت التي تبنى من أجل (خليجي 20) وهم مسترخون على مكاتبهم في لندن، وللأسف الشديد في بعض دول الخليج، ويؤسفني أيضاً أن أقول بأن هؤلاء المرضى يقتاتون على حساب الوطن وتنميته، ولا يصدقون ولا يريدون أن يصدقوا حتى ما رأته أعينكم في الزيارة الأولى لمواقع إقامة (خليجي 20)، وهؤلاء المأزومون بالأمس كانوا أشد أعداء حكوماتكم وشعوبكم عندما كانوا يحكمون الوطن اليمني في شطره الجنوبي قبل الوحدة اليمنية ونعرف منهم الكثير، ويا لسخرية القدر أنهم اليوم يعيشون في نعيم وفي بحبوحة بينكم وفي بعض بلدانكم ، ولكن انتقل حقدهم عليكم وعلى شعوبكم إلى الحقد على الوطن الذي تربوا فيه وعاثوا فيه فساداً، فهل يؤتمن هؤلاء على ما يقولون !؟ هؤلاء اعتادوا أن يسيئوا لبلدهم وأهلهم في اليمن وبكل الطرق المزيفة، فنراهم هذه الأيام يجاهدون وبكل صور الكذب والاحتيال والتزييف والتزوير الإعلامي على ألا يفرح اليمن بقيام احتفالات (خليجي 20) في اليمن بل وفي الجزء الذي كانوا يحكمونه في السابق، فتارة يكذّبون ما شاهدته أعين اللجان الخليجية، وتارة يبثون أخباراً ملفقة كاذبة، وتارة يزعمون بوجود قلاقل وعدم وجود استقرار وانعدام الأمن وكأن اليمن في حالة حرب أهلية. هؤلاء يا سادتي يا أشقاءنا لا يفهمون معنى التنمية، هؤلاء أيها الأشقاء هم بؤر فساد وفتنة وتجار بشر وحروب ولنا معهم سنوات طوال من التجربة، هؤلاء يا أحباءنا وأشقاءنا وإن كان بعضهم بعيدا عن اليمن إلا أن أياديهم الملوثة بالإجرام تصل إلى البسطاء والعاطلين في بلادنا. هؤلاء يا سادتي لا يفهمون أن إقامة مؤتمر فقط يستفيد منه شريحة لا بأس بها من المواطنين مكان انعقاد المؤتمر فما بالكم بدورة كروية بمستوى (خليجي 20). ؟ يا إخوتنا هؤلاء الفيروسات الإعلامية لو كانت تنظر بصدق وحب لبلدها لكانوا أول الفرحين بإقامة دورة كأس الخليج في اليمن وبالذات في المناطق الجنوبية التي ينحدر منها هؤلاء لكن هيهات، فهؤلاء لم يتعودوا مثل هذه الاحتفالات والفرح ويتمنون ألا تقام في بلدهم ظناً منهم أن الدولة فقط هي المستفيد . لا نريد أن نقول لكم إن مسألة نقل مكان البطولة ( لا سمح الله) هو فعلاً سيسبب خيبة أمل وجرحاً كبيراً لدينا ولكن حتى تداول أخبار كهذه تزعجنا كثيراً، نحن في اليمن ندرك تماماً وأنتم أيضاً مدى أهمية إقامة (خليجي 20) في بلادنا، وقد وفرت وسخرت الدولة المليارات من الريالات رغم إمكانياتها المالية المتواضعة وصعوبة ذلك هذه الأيام من أجل إنشاء البنية التحتية لإقامة هذا الحدث الكبير، وأنتم تدركون أيضاً مدى أهمية دورة الخليج والتي لها الفضل الأول في إيجاد المنشآت الرياضية الحديثة في دول الخليج وقد جاء الدور على اليمن وغداً إن شاء الله سيأتي الدور على العراق الشقيق . قد تكون هناك عقبة بسيطة أو تأخير لا يذكر على أرض الواقع لكن عمليات تجهيز البنية التحتية قائمة على قدم وساق وستكتمل بإذن الله في حينها، ثقوا تماماً أنكم ستكونون في بلادكم وبين أهلكم وستقيمون في قلوبنا وسيلعب شبابكم في ملاعب حديثة جديدة تحيط بها وتحرسها جوانحنا ودفء أفئدتنا . لاشك أننا نثق تماماً أنكم نعم الإخوة والأشقاء والجيران في الوقوف مع اليمن ودعمه ودعم استقراره ونموه، وأن إقامة (خليجي 20) تأتي في هذا السياق من تطوير وحراك تنموي واقتصادي كبير سيعم الكثير من مدن اليمن وليس فقط مكان البطولة، فشكراً لكم من كل يمني على هذه الوقفة الأخوية . [email protected]