لم تخيب القمة العربية الثانية والعشرون التي انعقدت في المدينة التاريخية «سرت» في الجماهيرية الليبية، آمال وتطلعات الجماهير العربية في تعزيز الأمل العربي الذي يقود إلى قرب التوحد، فقد تحدث الفارس العربي الجسور الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في الجلسة الافتتاحية وطرح الأبعاد القومية والاقتصادية والسياسية للمبادرة اليمنية الخاصة بإنشاء الاتحاد العربي، وكان لذلك العرض الذي انطلق من القلب وحلّ في قلوب الملايين من الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج أثره.. ونزولاً عند رغبة الجماهير والارادة العربية فقد استجابت قمة «سرت» وشكلت لجنة خماسية تكونت من الأخ الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس المصري محمد حسني مبارك وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني وبمشاركة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وحددت القمة العربية مهمة هذه اللجنة بإعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي تمهيداً لعرضها على وزراء الخارجية قبيل عرضها على القمة العربية الاستثنائية التي تحدد عقدها في أكتوبر من العام الجاري. ولئن كانت قمة «سرت» قد رحّلت البت النهائي في المبادرة اليمنية الخاصة بإنشاء الاتحاد العربي فإنها قد أعطت لها أهمية كبرى من خلال اللجنة الخماسية التي ستستوعب كل المقترحات المتعلقة بهذا الهم والحلم العربي الذي بات قاب قوسين أو أدنى باذن الله، ولا أبالغ إن قلت إن القمة العربية قد أستشعرت أهمية الحدث وأقرت عقد قمة عربية استثنائية، كما لا أبالغ إن قلت بأن ماطرحه الأخ الرئيس في تلك القمة من هم عربي قد لقي صدى طيباً لدى القادة العرب، لأنه خاطبهم بالقول: إلى متى يظل العرب ممزقين وهم يمتلكون مقومات القوة والتوحد؟ ولعل إشارته إلى الصلف الاسرائيلي ومايتعرض له القدس الشريف رغم ماقدمه العرب من التنازلات من أجل السلام ورغم القرارات الشرعية التي تمرد عليها الكيان العنصري الصهيوني، إذن ما طرحه الأخ الرئيس حرك المياه الراكدة أمام القادة العرب ليقوموا بواجبهم القومي. إن القمة الاستثنائية القادمة في أكتوبر ستكون الحدث الأعظم في تاريخ الوطن العربي الواحد، ولذلك فإن خماسية الأمل العربي ستكون على أعلى المستويات وستعمل من أجل إعداد الوثيقة الدستورية التاريخية لإخراج الحلم العربي إلى حيز الوجود بإذن الله.