احتفلت جميع النساء بعيد المرأة العالمي والذي انتصرت فيه إرادة النساء وحققت العديد من الانجازات والمكاسب التي أكدت أهمية دور المرأة إلى جانب الرجل في بناء المجتمع وقد كتب الكثير عن هذا اليوم وقدموا التهاني، ولكن لحدث هام جداً هز كياني دفعني لأن انضم إلى الموكب فأقدم أجمل تهنئة لكل أمرأة بعيدها العالمي الذي يمر كرمز قوي على أهمية تفعيل دور المرأة في الحياة. ونحن في اليمن وشريحة النساء خاصة تحقق لها العديد من المنجزات والمكاسب وشاركت الرجل في جميع مجالات الحياة ولأن المرأة جزء من نسيج المجتمع فهي تتأثر بكل مجريات الأمور في هذا الوطن سراءها وضراءها، لذا أرجو من كل من تقرأ كلماتي هذه أن تتقبلها بصدر رحب حيث أحمل المرأة مسئولية كبيرة جداً في بناء الأسرة ومراقبة الأبناء لأنها هي أساس المنزل، كما أرجو من كل أم ألا تنسى دورها الحقيقي في الحفاظ على أسرتها ونهجها السليم خاصة الشباب والشابات، حيث يبدأ الاهتمام بهم منذ الصغر، فكلما حرصت الأم في تعويدهم على الصلاة والطاعة وحب الدين والوطن والغيرة عليهما بشكل سليم وتابعت أصدقاءهم وأفكارهم ودراستهم واقتربت منهم أكثر وكانت هي محور حياتهم فبالتأكيد سيكون الناتج خيراً لها وللبلاد كلها، لأن الأسرة هي نواة المجتمع وكلما كانت سليمة من العلل والأمراض كان المجتمع سليماً وخالياً من العلل، وعلل الأسرة هي التفكك والضياع وتشرد الأبناء وغياب الرقابة وبُعد الوالدين عن أبنائهما واغتراب الأبناء داخل المنزل وذلك عندما يغيب الحوار ويغيب التفاهم فقد قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): «ربوا أبناءكم تربية غير التي تربيتموها لأنهم ولدوا لزمان غير زمانكم»، وكما قال المثل ( إذا كبر ابنك خاويه ) وكل هذه إشارات إلى أنه يجب أن نقترب أكثر من أبنائنا ونؤدي رسالتنا في الحياة على أكمل وجه، فعلى الأم أن تجعل ابنها وابنتها أصدقاء لها وتكون موجهاً رقيقاً لهم ولا تشعرهم بالرعب والذعر فيخفون عنها الأسرار لأن الأبناء معرضون خارج المنزل للعديد من الإغراءات التي تجعلهم في تشتت وخوف وفراغ ويحدث كثيراً أن يكون الأب أو الأم سبباً في ضياع الأبناء لكثرة انشغالهما وبعدهما عن عالم أبنائهما، ويحدث كثيراً أن تكون الأم هي سبب معاناة أسرتها حين تنسى دورها الحقيقي وعملها الأكبر وهو بناء الأسرة السعيدة لأن غياب الأب قد يهون أما الأم فإن غيابها لا يعوضه شيء وعاقبته الأكيدة دمار الأسرة . عزيزتي المرأة .. اعلمي أنك أهم فرد في المجتمع وعلى عاتقك تقع مسئولية كبيرة وجليلة من أهمها أن تنتجي أفراداً صالحين يحبون الخير ويخافون الله ويذودون عن وطنهم ولا يرضون بالسرقة والرشوة والخديعة، والحياة الواقعية مليئة بالقصص المتنوعة ومنها ما قد وصل إلى مسامعي عن شاب في سن المراهقة وجد قريباً من إحدى مدارس البنات وظل مرابطاً في بابها لعدة أيام وحين حاول مدير المدرسة معرفة سبب جلوسه هناك وجده في حالة تخدير كلي نتيجة تعاطيه مادة مخدرة، ولست ألوم الشاب هنا فهو ضحية عدم الاستقرار الأسري وضحية الأوغاد الذين يتاجرون بالمخدرات جهاراً نهاراً لأبنائنا في ظل غياب الرقابة، ولكن ما حزّ في نفسي أنه تم استدعاء الشرطة لهذا الشاب وكل ما فعلوه أنهم قاموا بضربه وأخذ ما معه من مخدرات وإعادته إلى الشارع دون استدعاء ولي أمره أو حتى معرفة مصدر هذه المادة، وهناك أيضاً الفتيات التي نلاحظ انشغالهن بأمور تافهة كالهواتف والمسلسلات والتسرب من المدرسة لأعذار واهية ورفقة السوء، وكان من أمر ما سمعته مؤخراً هو تعرض طفلة للاغتصاب نتيجة إهمال الأم لابنتها وحين علمت الأم وتم إحضارها إلى المستشفى حاولت قتل الطفلة، ولا أدري ما ذنب طفلة بريئة تعرضت للاغتصاب من وحش بشري حتى نسعى لإزهاق روحها لتغطية فشلنا في تحمل المسئولية، ولأننا في مجتمع قبلي تم مواراة قضية الاغتصاب بالتكتم، وهنا يجب قرع ناقوس الخطر، فالشباب في خطر ويجب التوعية عبر المدارس والجوامع للحفاظ على صحة صغارنا. فذلك الشاب الذي صار مدمناً يسعى لشراء نوع من الغراء يباع ب (150) ريالاً ذي رائحة كريهة يؤدي نفس مفعول المخدر، وتلك الفتاة أصبحت عرضة للضياع نتيجة انشغال الأم بأمور ثانوية، كل هذا دليل على غياب الرقابة والاهتمام، فالأم الناجحة هي التي تكون بصماتها واضحة على أبنائها وهي التي تستحق وبجدارة احتفالها بيومها العظيم، فالبلاد بحاجه بحق إلى الدور الكبير للمرأة والأم في بناء مجتمع متماسك، وتحضرني هنا عبارة تطلق على المرأة دوماً حيث يشبهها الأجداد( بالعتبة ) فإذا صلحت العتبة صلح البيت كله وإذا خربت انهار المنزل بما فيه، وأيضاً يقال إن أباً أوصى لابنه برسالة وحين قرأها قام بتطليق زوجته حيث كان فحوى الرسالة ( عتبة البيت خاربة ). عزيزتي المرأة كل عام وكل عيد وأنت امرأة ناجحة جداً ومميزة جداً ومؤسسة بارعة لأسرة سعيدة. [email protected]