فور انتهاء القمة العربية ال22 بمدينة «سرت» الليبية وعودة فخامة الأخ الرئيس إلى العاصمة صنعاء بدأ فخامة الرئيس التحرك على المستوى العربي لتنفيذ قرار القمة العربية الخاص بالإتحاد العربي التي تقدمت به اليمن وأثرته بعض الدول العربية بالملاحظات بدأ فخامة الرئيس بزيارته لدولة قطر ولقائه مع أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باعتبار الزعيمين ضمن اللجنة الخماسية العليا على مستوى القادة التي شكلتها القمة العربية للإشراف على إعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك وتقديمها للقمة العربية الاستثنائية المقرر انعقادها أواخر سبتمبر القادم، وهدفت الزيارة بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية إلى تنسيق مواقف البلدين على أعلى المستويات فيما يتعلق بتنفيذ قرار القمة العربية الخاص بالإتحاد العربي قبيل اجتماع اللجنة الخماسية على مستوى القادة المكونة من الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الحالي للقمة والرؤساء علي عبد الله صالح و حسني مبارك وجلال طالباني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. ولمن يقول باستخفاف وتهكم إن المبادرة اليمنية لإنشاء الاتحاد العربي نوع من التطاول أو الهروب إلى الأمام نقول لهم اتقوا الله في اليمن بلدكم ومسقط رأسكم فالرئيس علي عبد الله صالح رئيس كل اليمنيين ورمز اليمن ومحقق الوحدة فعندما يقدم مشروعاً عربياً أو إقليمياً أو أفكاراً أو مقترحاً ما هو إلا باسم اليمن فبدلاً من الفخر والاعتزاز بذلك نقرأ ونسمع كلاماً تهكمياً ينم عن حقد، ليس على فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وإنما على اليمن بكل حضارتها ومكوناتها الثقافية والسياسية، وهذا لعمري مرض لابد لأصحابه والمصابين به أن يعالجوا أنفسهم منه، لأن اليمن أكبر منهم واليمن سباقة إلى تقديم المبادرات التي لاقت نجاحاً وحققت فوائد ومكاسب عربية بعد أن تم تبنيها عربياً ومنها آلية الانعقاد الدوري للقمم العربية التي بدأت بأفكار يمنية ثم مشروع يمني ثم تأجلت أكثر من مرة إلى أكثر من قمة ولكنها في الأخير تربعت على جدول أعمال القمة العربية وتم إقرارها في قمة القاهرة وأصبحت سارية المفعول وحتى اليوم يعترف القادة والدبلوماسيون المفكرون العرب بأن آلية دورية انعقاد القمة العربية بدأت فكرة يمنية وتحولت إلى مشروع يمني ثم أقرت كمشروع عربي جرى الالتزام به وأصبح ساري المفعول. واعلموا أيها المتشائمون والمحبطون أن المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي من خلال إنشاء اتحاد للدول العربية التي ناقشتها القمة العربية ال22 في مدينة «سرت» الليبية تهدف إلى تفعيل العمل العربي المشترك وإيجاد آلية حقيقية للتضامن العربي في عصر التكتلات والانتماءات القومية العالمية كانت نتاج أفكار يمنية تحولت إلى مشروع متكامل تقدمت به اليمن ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح انطلق من رؤية موضوعية لمعالجة الاختلالات في العمل العربي المشترك والتحديات الراهنة و المستقبلية التي تواجهه، كون الانتقال من مؤسسة جامعة الدول العربية الحالية إلى اتحاد الدول العربية أصبح ضرورة ملحة نتيجة للإخفاقات التي شهدها ويشهدها العمل العربي المشترك فتلقف المشروع في البداية الاتحاد البرلماني العربي وحظي بنقاشات واسعة في أروقته وشكل لجنة خاصة من أعضائه لمتابعته حتى يتم إقراره وتنفيذه وقدم مشروع قرار بشأنه إلى القمة العربية .. كما ناقشه وزراء الخارجية العرب عند تحضيراتهم للقمة العربية ال22 وكان البند الثاني في جدول أعمال القمة وهنا أصبح مشروع الإتحاد العربي مشروعاً عربياً بعد أن تبنته القمة العربية بمدينة «سرت» الليبية التي اتخذت قراراً بشأنه شُكلت بموجبه لجنة خماسية عليا من القادة بينهم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح. واعلموا أيضاً أيها المتشائمون والمحبطون أن المتغيرات الإقليمية والدولية التي حدثت خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين فرضت واقعاً جديداً في المنطقة العربية وتحديات حالية مستقبلية ولم تعد معها آليات العمل العربي المشترك قادرة على مجاراة والتفاعل مع تلك المتغيرات في عالم يتجه نحو التكتل السياسي والاقتصادي، الأمر الذي يستوجب تطوير آليات العمل العربي المشترك بما يحقق تطلعاتنا المنشودة في التكامل والشراكة ويعزز من قدرتنا في مواجهة كل التحديات وقيام الإتحاد العربي في هذه المرحلة مهمة ليست سهلة وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهود الرسمية والشعبية وأن يكون للنخب العربية السياسية والاقتصادية والثقافية والأدبية دور كبير في حشد الطاقات العربية والدفع باتجاه إنشاء الإتحاد العربي. واعلموا أيها المتشائمون والمحبطون أن المبادرة اليمنية لإنشاء الإتحاد العربي جاءت بعد صرخات وتصريحات وعبارات تؤكد لنا أن وضع العمل العربي المشترك وصل إلى حالة من اليأس والقنوط والتي عبّر عنها أكثر من قائد وزعيم عربي، فهذا عمرو موسى يعلن على الأشهاد أن حال الأمة وصل إلى مرحلة من الإخفاق الشامل والإحباط الكامل وكل الأبواب موصدة كما قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبعد أن سجلت الجامعة العربية فشلاً ذريعاً باعتراف المسئولين والقادة العرب خصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي فجاءت المبادرة اليمنية في وقتها لتنعش الآمال وتعيد الزخم الوحدوي . وأعلموا أيها المتشائمون والمحبطون أن اليمن تكبر دائماً بما تطرحه قيادتها الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح من رؤى وأفكار تخدم قضايانا القومية وتشكل اختراقاً لما هو معتاد وروتيني وتتحول تلك الأفكار والرؤى إلى مشاريع تطبق في أرض الواقع وليس ببعيد عنا آلية الانعقاد الدوري للقمم العربية وما لاقته من إهمال وتهرّب وعدم اهتمام في البداية لكنها تربعت بعد ذلك على جدول أعمال القمة العربية وتم إقرارها وطبقت وشهد للمبادرة اليمنية يومها وأهميتها. واليوم تربعت المبادرة اليمنية لإنشاء الإتحاد العربي على جدول أعمال القمة ال (22) وتم مناقشتها وتبنيها ولم يبقَ سوى إعداد وثيقتها من قبل اللجنة الخماسية على مستوى القادة فيموت بغيظهم كل المتهكمين والمتشائمين والمحبطين وستظل اليمن وصوتها ومبادراتها ورئيسها محل تقدير واحترام في المحافل العربية والدولية. وأخيراً فليتق الله أولئك المتهكمون أو الساخرون فهم بذلك يسخرون من وطنهم اليمن الذي هو مسقط رأسهم وبه عزتهم وكرامتهم، وحب الوطن من الإيمان يا هؤلاء أو تناسيتم ذلك وتكيلون بمكيالين وإذا كنتم لا تعون أو تعون وتماحكون فقط فالوطن غير قابل للمماحكات واقرؤوا ما يقوله القادة والدبلوماسيون والمفكرون العرب عن المبادرة اليمنية من مشرق البلاد العربية إلى مغربها وليس المجال هنا للتذكير بما قاله القادة والدبلوماسيون والمفكرون العرب وآخرهم أبو الغيط وزير الخارجية المصري الذي وصف المبادرة اليمنية بالجيدة والتي تحمل أفكاراً جيدة ولكنها تحتاج إلى نقاش وهذا طبيعي ونحيلكم إلى مشاعر القادة العرب والوفود العربية في قاعة القمة عقب انتهاء فخامة الأخ الرئيس من إلقاء كلمة اليمن في القمة كيف علت الهتافات ودوى التصفيق في القاعة.