اثنتان وعشرون شبكة تجسس لحساب إسرائيل قبض على أعضائها في عام 2009، فماذا عن عام 2010 ففي الشهر الحالي كشف النقاب عن أخطر جاسوس أو عميل سموه ماشئتم زرعته إسرائيل في أهم وأخطر مرفق وهي شركة اتصالات بالهاتف النقال وقد ذكر أن هذا الرجل يعمل لحساب الموساد الاسرائيلي منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي فماذا عمل لهذه الدولة التي لا ولن تتوقف عن العمل لشل حركة الدول العربية ومصادرة سيادتها منذ أكثر من ستين عاماً.. في التحقيقات تم الحصول على معلومات مذهلة من هذا العميل الذي استطاع التخفي أكثر من خمسة عشر عاماً أكمل خلالها مهمته التي ربما لن يكون لها مثيلاً في الماضي ولا في المستقبل.. أما الحاضر فقد كانت فيه المفاجأة وأي مفاجأة لكل الذين ساعدوا أو تستروا أو سكتوا عما يقوم به لأسباب بعضها نفهمها بحكم مايغص به لبنان من مشاكل سياسية وطائفية وحزبية وعرقية تفجرت مرة واحدة عام 75 ولم تنته باتفاق الطائف عام 89, وإنما كانت مواقدها ومراجلها تخبو ثم تشتعل وتحمل في كل مرة جديداً مرتبطاً بما سبق ويسير في نفس الاتجاه المرسوم من قبل اسرائيل وأمريكا لجعل البلد الجميل المثقف والغني بالرجال الكبار الذين أثروا الحرية والعروبة والوطنية بالمفردات التي شرب منها من جاؤوا بعدهم. إن هذا الرجل قام بالدور الأكبر من أية معركة يخوضها أي جيش حديث كبير العدد وكثير العدة ومن ذلك جيش الدفاع الاسرائيلي كما يسمونه وهو غير ذلك بل هو جيش عدواني يشمل مايسمونهم مدنيين مستوطنين قدامى وجدد فقد ربط كل الهواتف المحمولة والثابتة باسرائيل, وأعطاها حرية التنصت ومعرفة كل شخص في الداخل أو الخارج بما فيهم وعلى رأسهم المسؤولون الرسميون المدنيون والعسكريون لدرجة أنه يمكن لأي شخص في الموساد الاسرائيلي إجراء مكالمة من رقم شخص آخر دون علمه للحصول على معلومات أياً كانت سواءً كان في الداخل أو الخارج.. لم أستوعب إلا القليل مما سمعته من أحد الضباط اللبنانيين المتقاعدين وهو يشرح عن خبرة متراكمة وعلى الخارطة الالكترونية عمل الربط المحكم والمعقد بين شبكات الاتصالات في لبنان بعضها ببعض دون أن يثير ذلك انتباه الفنيين فيها ومن ثم فتح آفاقها للمخابرات الاسرائيلية «الموساد» لكي تتابع التحركات والاتصالات المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية فتحصل منها على كل جديد من المعلومات اليومية وتتخذ على ضوئها مع الحكومة الاسرائيلية القرارات الحاسمة كالتي نفذتها في حرب عام 2006 على لبنان حين قطعت الاتصالات بصورة شبه كاملة بين العاصمة بيروت وبقية المحافظات خاصة في الجنوب وغرب بيروت الذي ركزت اسرائيل قصفها الجوي عليه لإنهاء قيادة حزب الله، ولم تتمكن من ذلك بإرادة الله ولحسن ودقة الاستعدادات التي أخذت بالاعتبار قيام اسرائيل بعدوان شامل في أي وقت, ولم تكن هذه الشبكة التجسسية إلا حلقة من حلقات المخطط الاسرائيلي لشن حرب جديدة لاتبقي ولاتذر تشمل سوريا وغزة..