“البيئة” هي كل ماحولنا من بيئة بشرية، وبيئة طبيعية وذلك ما أعنيه تماماً.. لأن هناك بيئات أخرى مثل البيئة الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية، والاستثمارية و..و..إلخ، لكن مايهمنا هنا هو البيئة الطبيعية والنظافة البيئية , وهو موضوع له علاقة وثيقة بحياة الإنسان، وسلامة وأمن وصحة البشر الذين يدركون ولا يدركون هذه العلاقة الوطيدة.. ويمضون في استغلال واستثمار البيئة استثماراً واستغلالاً تدميرياً كونهم لايهتمون بالإصحاح البيئي وتنميته والحفاظ على توازنه جهلاً ولا مبالاة. في بلادنا قد لايكون التلوث البيئي كبيراً.. لكن مشكلتنا أن ثرواتنا البيئية وشحتها مثل المياه، والتربة تجعل من التلوث المحدود مؤثراً جداً.. خاصة وأننا نلاحظ الفقر البيئي من خلال تدني مستوى الإنتاج الزراعي والحيواني والاستثمارات فيهما.. لذا فرغم محدودية التلوث إلا أنه يؤثر كثيراً في بيئتنا المائية والجوية والنباتية والحيوية بشكل عام إلى حد يصبح عند حدود إعلان الخطر. ومن أهم الملوثات العوادم التي تخلّفها المركبات بأنواعها والتي تستخدم الديزل بشكل كبير وهذا النوع يتواجد وينتشر بشكل واسع وهي مستوردة من البلدان المجاورة التي تخلصت منها وأعادت تصديرها إلى اليمن.. إضافة إلى العديد من القطع المستهلكة مثل إطارات المركبات. أيضاً من أهم الملوثات في بلادنا الأكياس البلاستيكية ومثلها المناديل البلاستيكية والعبوات البلاستيكية للمياه والعصائر والمشروبات والمغذيات و”الشرنقات” والأحذية البلاستيكية.. وكل شيء فيه بلاستيك.. وتعد المخصبات والمبيدات الزراعية الكيماوية من أكثر المواد تلويثاً للبيئة وتأثيراً على الحياة البيئية النباتية والحشرية، وعلى حياة الإنسان بشكل خاص.. والحيوان بشكل عام.. ناهيك عما تفرغه السفن في المياه البحرية من زيوت ومخلفات ومعالجات بعد الاستخدام , وما تؤدي إليه من تدمير للحياة البحرية وبالذات على الشعاب المرجانية التي تعد مواطنَ خصبة للحياة البحرية. إن غول التلوث رهيب، ومرعب.. ويحتاج إلى سياسات وآليات جادة وبرامجية لمواجهته بحزم وقوة، وقوانين صارمة.. قبل أن يصل إلى مرحلة يصعب فيها مواجهته.