يخبرنا صلاح عبد السلام عن قصة أسرة معدمة من ساكني جبل جرة في محافظة تعز، يعول أربع أسر مكونة من 19 شخصاً. مستوى المعيشة لدى هذه الأسرة ليس مصنفاً في خطوط الفقر بل هو أسفل بكثير من أدنى خط الفقر، هذه الأسرة تبيت أياماً بلياليها دون طعام حتى كسرة خبز جافة لاوجود لها في هذا المسكن العاري من كل شيء. التقينا رب هذه الأسرة، ويدعى صالح حزام محبوب الملقب ب(فريد)، وبالفعل حالتهم فريدة من نوعها، وكانت حالتهم أسوأ بكثير بحسب وصف صالح 52 سنة، والذي يعاني من إصابة في عينه اليمنى وتورم في رجله اليسرى أدت إلى إعاقته عن الحركة، كان يعمل في الحمالة، ويؤمن بهذا العمل رزق أطفاله، ويقول: كنت أصحو باكراً وأذهب لطلب الرزق، والحمدلله وأعود مع غروب الشمس وقد وفرت رزقاً لأسرتي، ولكن وأنا أعمل على ترميم جزء من منزلي سقطت حجرة كبيرة على قدمي اليسرى مما تسبب لها بهذا الورم، ومن بعدها فقدت عملي ولم أستطع الحركة ولاحتى أن أذهب إلى الدكتور كوني لا أملك نقوداً. ويواصل صالح: الآن أنا قعيد ولا يوجد لدي مصدر دخل وأنا أعول 19 شخصاً هم أحفادي وبناتي وأولادي. ويذكر صالح أن أحد أولاده لديه ثلاثه أطفال أصيب بفقدان الذاكرة مما اضطره لإعالة أسرة ولده وجعلهم يعيشون في منزله المتهالك المكون من ثلاث غرف، والذي قد يسقط في أية لحظة على رؤوس ساكنيه، وقد سقط سقف إحدى الغرف أثناء الأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة وهم يعيشون حالياً في غرفتين. ويضيف صالح أنه أيضاً يعيل أسرة ابنته التي سجن زوجها وهي مكونة من خمسة أطفال فبعد سجن معيلها لم يعد لديهم من يعولهم فقام صالح بإحضارهم إلى منزله، ويقول صالح إنه يسمع صراخ أحفاده الصغار وهم يحتاجون إلى الطعام فلا يستطيع أن يقدم لهم شيئاً. ويصف لنا حياته بكثير من الدموع والأسى وهو عفيف النفس لايستجدي أحداً ليعطف عليه, ولكن أهل الحي يعلمون بحاله وعدد أفراد اسرته فيجودون له بما كتب الله له من رزق. ويواصل صالح أن ابنته الأخرى مات زوجها ولديهم ستة أطفال فأصبحوا بين ليلة وضحاها دون معيل فحضروا إلى منزل جدهم (صالح) ليعيشوا فيه من أجل أن يجدوا لقمة العيش والبيت الحنون. وصالح وأسرته الموجودون في بيته اضافة إلى ماسبق زوجته واولاد وبنات الاربعة وبذلك يكون جميع أحفاده وبناته وأولاده 19 شخصاً قد يجدون أنفسهم في العراء دون مأوى أو لقمة عيش تسد جوعهم، ونحن في هذه الأيام المباركة لعل أهل القلوب الرحيمة تساعد صالح وأطفاله.. وقد يتساءل القارىء هل صحيح أن تغيب المؤسسات الخيرية والإنسانية عن هؤلاء الذين يعيشون في واقع لايليق بمجتمع مسلم ويقعون تحت وطأة القهر الدائم؟!