مقام الزكاة في الإسلام عظيم ، فهي ثالثة أركان الإسلام وهي قرينة الصلاة في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال الله - عز وجل -:«وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ»وقال - عزوجل :«فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ» وفيصل تميز المسلمين عن المشركين«الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ»، وفرضها الله على المسلمين في الأموال، وجعلها حقاً معلوما لذوي الفاقة والمعوزين، وتوثيقا لروابط التعاون والتكافل والإخاء بين الأغنياء والفقراء، وتطهيرا من الشح والبخل ومنافع أخرى كثيرة، وحين وجبت اشترط في المزكي أن يكون بالغاً عاقلاً ومالكاً للمال كما يجب أن يكون المال ملكاً للمزكي وأن يحول عليه الحول وكذا أن تكون فائضة عن حاجة المزكي الأصلية فقد وجب على المسلم إخراج الزكاة دون تأخير وإلا كان عاصياً. والزكاة - أختي الصائمة أخي الصائم -لم تكن مجرد عمل طيب من أعمال البر،كما في الأديان الأخرى،بل هي ركن أساسي من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره الكبرى، وعبادة من عباداته الأربع، يوصم بالفسق من منعها، ويحكم بالكفر على من أنكر وجوبها، فليست إحسانًا اختياريًا ولا صدقة تطوعية، وإنما هي فريضة تتمتع بأعلى درجات الإلزام الخلقي والشرعي. ،وهي في نظر الإسلام حق للفقراء في أموال الأغنياء. وهو حق قرره مالك المال الحقيقي وهو الله تعالى، وفرضه على من استخلفهم من عباده فيه، وجعلهم خزانًا له، فليس فيها معنى من معنى التفضل والامتنان من الغني على الفقير، كما أن الزكاة لم تكن مجرد معونة وقتية. ، بل كان هدفها في الإسلام القضاء على الفقر ،وإغناء الفقراء إغناءً دائمًا يستأصل شأفة العوز من حياتهم،ويمكنهم من أن ينهضوا وحدهم بعبء المعيشة. وذلك لأنها فريضة دورية منتظمة دائمة الموارد، ومهمتها أن تيسر للفقير قوامًا من العيش. ولذا فإن كل واحد منا مطالب بأداء هذه الفريضة العظيمة وإقامة هذا الركن الأساسي في الإسلام، عبادة يتقرب بها المسلم إلى ربه، ويزكى بها نفسه وماله، فأي فئة ذات شوكة تتمرد على أداء هذه الفريضة. فإن من حق ولي الأمر- بل من واجبه - أن يقاتلهم ويعلن عليهم الحرب حتى يؤدوا حق الله وحق الفقراء في أموالهم. وهذا ما صرحت به الأحاديث الصحيحة، وما طبقه الخليفة الأول أبو بكر ومن معه من الصحابة الكرام، رضى الله عنهم ، ومن منعها بخلاً مع إقراره بها أخذت منه قهرا،وإن قاتل دونها قوتل حتى يخضع لأمر الله ويؤدي زكاة ماله وفي الصحيحين عن ابن عباس أن النبي-صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن فقال له: “إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة،فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب” ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم :«أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله» ولذا قال الصديق :«والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لقاتلتهم على منعها»، وتوعد الله مانعي الزكاة حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم:«ما خالطت الصدقة مالاً قط إلا أهلكته» كما توعد من يماطل في أدائها وذلك بنزع البركة من الأموال وتسليط الآفات عليها وحبس الأمطار والابتلاء بالمجاعة والقحط وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم:«ما منع قوة الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا» أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم. وغدا ان شاء الله اخواني سنواصل الحديث عن الزكاة وذلك حول الولاية الشرعية للدولة في جباية الزكاة وهو موضوع هام كون بعض الجماعات و الجمعيات ......الخ تحرض العامة بعدم وجوب دفع الزكاة للدولة وهو ما سنستدل به من القرآن والسنة والإجماع حول وجوب دفع الزكاة للدولة. [email protected]