كتب/ صلاح الهيجمي إن ديننا الإسلامي دين تكافل وتراحم ومودة وتعاطف، والمؤمن للمؤمن أو كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ورب درهم سبق ألف درهم، وشهر رمضان، شهر الرحمة والغفران محطة كبرى لفعل الخير.. ففي إطار زيارتنا لمنطقة الشويهية عزلة حذران مديرية التعزية تعز، وجدنا أسرتين فقيرتين، وأولادهما يتامى، يكاد القلب يتفطر ألماً وحسرة من وضعهما المعيشي في مجتمع مسلم. الأسرة الأولى: أسرة عصام عبده ناجي اللحجي، مكونة من ثلاثة أفراد، توفي رب هذه الأسرة قبل بضع سنوات، ومعه طفلان هما: عاصم عصام عبده ناجي “أربع سنوات” وعصماء عصام عبده ناجي ثلاث سنوات، بعد وفاة رب الأسرة انتقلت الزوجة الأرملة “ا.م.م” مع طفليها إلى بيت والدها كي تجد الحضن الدافئ لاحتوائها لأنه لم يكن لهم مسكن ملك، والآن الطفلان اليتيمان في بيت جدهما في حالة يرثى لها بحاجة إلى من يرسم البسمة على شفتيهما، لأن جدهما كبير في السن ومتقاعد عن العمل وأسرته كبيرة مكونة من “11” فرداً، وهو لايملك مصدر دخل يجعله يوفر كل متطلبات الأسرتين في واقع مليء بالغلاء المعيشي والأحزان والآهات. أما الأسرة الثانية فهي أسرة معمر سعيد القاضي، مكونة من ثلاثة أفراد أيضاً، رب هذه الأسرة متوفٍ أيضاً ولديه زوجة، وطفلان هما: منذر معمر سعيد القاضي عمره 5 سنوات، ونذير معمر سعيد القاضي “4” سنوات. ومما يبعث على الحزن أن من يعيل هذين اليتيمين هي أمهما، وكيف للأم أن تعيل وليس لها مصدر دخل وبيتهم شعبي ولا يعيشون إلا مما يتفضل به أهل القرية لهم بمأكل ومشرب؟!! والدتا اليتامى تتضرعا صباحاً ومساءً ليلاً ونهاراً إلى الله عز وجل أن يسهل الله تعالى رجال المعروف والخير لاحتضان أطفالهما اليتامى إما برعاية ودعم أو بكفالة تسد رمق العيش وتزيل نبرة اليتم من على جبين أولادهما، كما تتمنيان مد يد العون في هذا الشهر الكريم، الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا ومعلمنا أجود الناس، وأجود مايكون في رمضان، وقال صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار باصبعيه السبابة والوسطى”.