انتقد وزير خارجية إسبانيا انجل موراتينوس وزير خارجية اسرائيل الذي شعر الأول بأنه تجاوز حدود الأعراف الدبلوماسية بكثير عندما قال له ولزميله كوشنير وزير خارجية فرنسا: عليكم أيها الأوروبيون الاهتمام بقضاياكم وليس بقضية الفلسطينيين. بينما تراجع الوزير الفرنسي عن موقفه الذي أعلنه في بداية أو قبل الاجتماع العاصف مع الوزير الاسرائيلي ومن قبله رئيس الوزراء نتنياهو بأنه لابد من تجديد تجميد الاستيطان لضمان نجاح المفاوضات المباشرة, فقال الوزير الفرنسي: بأن الأوروبيين لن يدعموا فكرة عرض الموضوع على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم يتوقف الاستيطان لفترة محددة بشهرين؛ لأنه وجد أن المفاوضات والعملية السلمية التي لاتُرى في الأفق سوف تتأثر وتتراجع وكأنها قد قاربت على الانتهاء بحسب قرارات الشرعية الدولية.. فذكرني هذا الكلام للوزير الفرنسي بالحكمة العربية القائلة: “إن النهي عن المنكر إذا كان سيؤدي إلى منكر أكبر فالأولى تركه” وليكن مايكن من نتائج كحصاد لأي منكر وتشجيع المجرم على مواصلة منكراته رغم أنف المستنكِرِين(بكسر الكاف والراء). ولاشك أن الوزير الإسرائيلي الذي يترأس حزب “اسرائيل بيتنا” رأى أن نائبه أيالون حقق شعبية واسعة وسط حزبه على الأقل عندما أهان السفير التركي في بداية هذا العام عندما استدعي السفير إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية للاحتجاج على تصريحات رئيس وزراء تركيا أردوغان المنتقدة لإسرائيل على حربها على غزة وإصرارها على فرض الحصار الشامل على القطاع, بما في ذلك منع وصول الأدوية والغذاء إلى أكثر من مليون ونصف من الفلسطينيين.. والتمادي الصلف للمسؤولين الاسرائيليين ربما لن يمر مع مرور الوقت دون أن يكون له ثمن لدى الأوروبيين وشريحة واسعة من الأمريكيين, الذين بدأوا يشعرون بالضيق من المضاعفات الخطيرة للتحدي الإسرائيلي للمجتمع الدولي على مصالح الولاياتالمتحدة والإساءة إلى حكامها الذين ينحاز ضدهم أعضاء الكونجرس الأمريكي تحت ضغط اللوبي اليهودي المعروف باسم مجلس العلاقات الأمريكية الاسرائيلية(أيباك). فقد سبق لمسؤولين اسرائيليين وصف البريطانيين بالكلاب كون بعض المسؤولين البريطانيين أدانوا التصرفات الاسرائيلية العنيفة ضد الفلسطينيين وعدم احترامهم للدور الأوروبي في المقاربة بين الفلسطينيين والاسرائيليين, لما فيه مصلحة الأخيرين على المدى الطويل, لكن حكومة نتنياهو والكنيست أصبحوا يشعرون بالغرور والقوة والتنكر لمن كانوا السبب في تجميع اليهود وطردهم من أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق ومن دول شرق أوروبا, التي كانت ضمن حلف وارسو بقيادة السوفييت وخاصة بريطانياوفرنسا اللتين كانتا تمثلان دول الهلال الخصيب في العشرينيات من القرن العشرين بموقف اتفاقية سايكس بيكو. فهاتان الدولتان الاستعماريتان ماتزالان تدعمان الدولة الصهيونية منذ ذلك الوقت بكل قوة ولكن مع تحول الرأي العام العالمي ضد اسرائيل بدأ المسؤولون في لندن وباريس يحسّون بالعبء الثقيل عليهما وبالانتقادات الشعبية في كل من بريطانياوفرنسا, لتغاضيهم عن جرائم إسرائيل في فلسطين ومضيّها في الانتهاكات الصارخة لقرارات مجلس الأمن والجمعية وللعقلاء الذين يخشون ماهو أسوأ على السلام والأمن الدوليين.