لم يبخل ميخائيل جورباتشوف على الأمريكيين والغرب بقبول نصائحهم وتنفيذ رغباتهم، وكان رأس الحربة في تفتت الاتحاد السوفيتي. وعندما يحرص جورباتشوف على تقديم النصيحة للولايات المتحدةالأمريكية، مشيداً بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان ابتداء من العام المقبل؛ فإن على الأمريكيين أن يردوا الدين ويستمعوا هذه المرة لفارس العلنية الذي أفضى ببلاده إلى أن تكون مجرد الاتحاد السوفيتي السابق. لقد خبر الروس درس المستنقع الأفغاني الذي لايزال يلقي بتبعاته الكئيبة حتى الآن، بينما لم يستوعب الأمريكيون درس فيتنام بذات عدم استيعاب الاستفادة من الدرس الروسي وأيضاً الدرس في العراق وافغانستان. وكانت ولاتزال مشكلة الأمريكيين هي إحاسسهم بجدوى الاستقطاب البناء للدول عن طريق العمل على تهديمها. يحدث هذا رغم أن غزوهم لأفغانستانوالعراق لم يأتِ إلا بالشرور، فلا تأتت الديمقراطية، ولا تحصل الأمن، ولا تجنبت جريمة ما لحق بالشعبين من كوارث. ومع جورباتشوف الحق وهو يشير إلى صعوبة مغادرة أفغانستان أو العراق دون فشل. ولكن متى كان لمنطق غطرسة القوة استيعاب وتحليل حقائق التاريخ التي تقول إن كل احتلال هو إلى زوال.. حتى لو طال الانتظار.