أكثر من ستة ملايين دولار «مليار ومئتا مليون ريال» أنفقت على المراحل الاستعدادية للمنتخب الوطني لكرة القدم, ومعها تم إجراء أكثر من 30 مباراة دولية «ودية ورسمية» استعدادية. وتنقل أفراد المنتخب بين أوروبا وآسيا بحثاً عن تمثيل مشرف في خليجي 20 تُستكمل من خلالها فرحة وسعادة اليمنيين في استضافة أول بطولة خليجية في يمن الوحدة!!. لم يحظ أي منتخب يمني بمثل ما حظي به هذا الفريق، ولم يُمنح أي مدرب للمنتخبات الوطنية على الفرصة التي حصل عليها المدرب الكرواتي ستريشكو وطاقمه المساعد. ومع كل ذلك تمنينا ونحن نشاهد تلك الأخطاء البدائية من لاعبي المنتخب أن تعود أيام زمان بفقرها لأنها كانت أكثر تشريفاً وأكثر حضوراً وحماساً وقوة!!. من حق عشرات الآلاف من الجماهير التي ملأت جنبات ملعبي 22 مايو في عدن والوحدة بأبين والملايين أمام الشاشات الفضية أن يفرحوا بفوز فريقهم الوطني كما فرحوا بنجاح بلدهم في استضافة البطولة. والتأكيد للعالم أجمع أن اليمن دولة آمنة تستطيع استقبال الفرق الرياضية والوفود الرسمية والجماهير الرياضية والاستثمارات، وأن كل ما أثارته الوسائل الإعلامية ليس سوى زوبعة تستهدف اليمن وأمنه واستقراره. لا يمكن للتبريرات التي أطلقها مدير المنتخب ومدربه أن تنطلي على أحد، فلا يمكن أن تكون الجماهير الغفيرة عامل فشل، فالثابت أن الجماهير دائماً ما تكون اللاعب رقم 12 لأي فريق، وتُدخل الرعب والقلق في نفوس الفريق المنافس. ولا يمكن أن يكون دعم القيادة السياسية والحكومة عوامل ضغط على اللاعبين، بل إنها محفزات تدفع إلى المزيد من الحماس والعطاء في الملعب!!. أدعو الجميع إلى مشاهدة أفراد المنتخب وهم يرددون النشيد الوطني أثناء عزف السلام الجمهوري قبل المباراة ليدركوا حقيقة المشكلة، ومن أين تبدأ. وشاهدوا عناصر المنتخبات الأخرى حتى المجنسين منهم، واستعيدوا شريط الذكريات مع المنتخبات الوطنية السابقة، ولأجل ذلك فإن أي لاعب لا يحفظ النشيد الوطني أو لا يردده لا يستحق ارتداء قميص الوطن والدفاع عن ألوان علمه. يجب أن يحاسب كل القائمين على إعداد المنتخب الوطني والمشرفين على اتحاد كرة القدم؛ لأنهم من أسهموا وأوصلوا المنتخب إلى هذا المستوى الهزيل!!. فقد كذبوا على الجميع، واستنزفوا أمولاً طائلة في الإعداد الوهمي، فالمباريات الودية مع المنتخبات المزعومة ثبت أنها فرق حواري من السنغال وليبيريا وأوغندا والصف الرابع لكوريا الشمالية!!. والجميع يعلم أن رائحة الفساد في استقدام هذه الفرق لا يمكن تجاهلها، فهل يقدم كل المعنيين استقالاتهم، أم أن ثقافة تحمّل المسئولية لا يمكنها أن تسود في ظل إغراء الأخضر وزغللته للعيون قبل القلوب؟!. فرحتنا بنجاح تنظيم خليجي 20 يجب أن لا تعمينا عن الأخطاء والتجاوزات التي مارسها بعض الفاسدين أو المهملين والتي لحقت بالمنتخب أو بتنظيم البطولة وأولها كارثة الفساد في مشاريع خليجي 20 في محافظة لحج والتي حرمت المحافظة من استضافة تدريبات بعض الفرق في ملعب الشهيد معاوية. ومحاسبة رؤساء بعض اللجان الذين عمدوا إلى المحسوبية في اختبار أعضاء تلك اللجان وثبت فشلهم وعدم قدرتهم على إنجاز المهام الموكلة إليهم كما حصل مع المنسق الإعلامي في المباراة التي راقبها فيصل عبدالهادي، أمين سر الاتحاد السعودي وأثارت الكثير من الفوضى الإعلامية. الإخراج التلفزيوني للوحة الثقافية والفنية قتل جمالها وأهدافها، فكانت الصورة والصوت في غاية الرداءة، وأي محاولة للقناة الفضائية اليمنية بإعادة بث الفعالية بعد إحداث التعديلات لن يكون لها نفس الأثر الذي كان بالإمكان تحقيقه في لحظات الافتتاح والذي تم نقله عبر العديد من القنوات الفضائية. هل كان القائمون على اللوحة لا يعلمون أنه سيتم نقلها تلفزيونياً، فلماذا لم يتم إجراء بروفات للإخراج التلفزيوني حتى تخرج اللوحة بأجمل ما يمكن؟!. فخامة الأخ رئيس الجمهورية كان حريصاً على متابعة كل التفاصيل في قضايا المنشآت من ملاعب وفنادق وطرقات والجانب الأمني؛ فكانت النتائج إيجابية وحققت نجاحات غير عادية، فهل كان عليه أن يشرف على إعداد المنتخب وتفاصيل اللوحة الثقافية؟!. ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم ويعرفون كم هي أخطاؤهم فادحة، وكيف اغتالت أحلامنا وجهود الآخرين في إظهار اليمن بأجمل وأبهى صورة؟!. وحتى لا تكون اللوحة كلها قاتمة، فإننا يجب أن نشيد بجهود العديد من اللجان التي عكست صورة جميلة ومشرفة منها لجنة الاستقبال ولجنة الملاعب واللجنة الأمنية والجنود المجهولون الذين عملوا بإخلاص من أجل الوطن. فكانت نتائج جهودهم تغيير الصورة لدى الأشقاء والأصدقاء عن اليمن، فكانت الانطباعات التي خرج بها الجميع أكثر من رائعة أفحمت كل من في نفسه مرض. فتحية لكم أيها الرجال، وللأشقاء نكرر: حللتم أهلاً ووطأتم سهلاً في اليمن السعيد، مهد العروبة ومنبعها. «*» رئيس تحرير موقع «اليمن السعيد» الإخباري