في هذه الأيام الخليجية الرائعة والفعاليات المتميزة التي تحتضنها بلادنا في مدينتي عدن وأبين من الثاني والعشرين من نوفمبر وحتى الخامس من ديسمبر القادم, وفي هذه الأيام التي نعيشها مع الحدث الكبير والمتمثل في خليجي عشرين يتزامن معها يوم من أعظم الأيام في تاريخ الشعب اليمني وهو يوم الاستقلال المجيد وخروج الاستعمار البريطاني من أرض الوطن, والذي ظل جاثماً على بقعة عظيمة وعزيزة من بلادنا الحبيبة، في هذا اليوم الثلاثين من نوفمبر المجيد سنحتفي به ونتذكر كل شهيد ضحى بنفسه من أجل الأرض والكرامة والحرية؛ لأنهم أساس عزتنا وقوتنا واستقلالنا, فلهم منا جميعاً كل الحب والاحترام والتقدير. الذكرى ال 43 ليوم الجلاء ال 30 ذكرى الاستقلال والتحرر من الاستعمار البريطاني, الذي جثم على جنوب الوطن حيناً من الدهر, يستلب خيراتنا ويشتت إرادتنا ووحدتنا الوطنية, ويضعف قوانا ظناً منه أن إرادة التحرير لن تكون قادرة على مواجهة آلته الحربية بعدما فرق هذا الجزء الغالي من وطننا إلى سلطنات ومحميات, وحاول زرع الأحقاد بين أبناء الشعب عبر “سياسة فرِّق تسد” لكن إرادة الله وإرادة الثوار أقوى من جبروته وبطشه. لقد أضحت سنوات الكفاح المسلح ناراً تشتعل تحت أقدام أفراد الاحتلال البريطاني, الذين جربوا كل السبل لكنهم وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام شعب مقاتل وهب حياته في سبيل الاستقلال وتوحدت الإرادة الوطنية لتسقط خططهم ومؤامراتهم, التي تمزقت تحت راية النضال الوطني, وتحقق النصر المبين بعد كفاح وتضحيات ينبغي النظر إليها اليوم كمحرك لوجدان الأجيال تشد أزرهم من أجل الحفاظ على تلك المكاسب النضالية, التي هزمت إمبراطورية الشرِّ وأعادت للوطن حريته واستقلاله. وفي هذه الذكرى لنا أن نفخر بالشهداء الذين أبلوا بلاءً حسناً في النضال من أجل الاستقلال, وعلينا أن نقف بإجلال أمام شهدائنا؛ لأنهم المصابيح التي أضأت وتضيء طريقنا ولنستلهم الدروس من تضحياتهم للارتقاء بالوطن ومواجهة التحديات, التي تحيط بنا, ولقد تعلمنا من فخامة الأخ رئيس الجمهورية بأن الثورة وجدت لتبقى, فعلينا مواصلة المشوار لإحراز المزيد من المكاسب الوطنية.. والدروس المستقاة من يوم الجلاء ستظل حية دوماً وتتمثل في الدفاع والذود عن الوطن والإسهام الفاعل في معركة البناء والتنمية. الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر صنعت الجلاء بإرادة وطنية حازمة لأبناء شعبنا, وتجسدت اللحمة الوطنية, التي ربطت الجسد اليمني ووحدت كل أطيافه, ونستلهم من يوم الجلاء تلك الإرادة الوطنية الحازمة والكفاح المسلح, الذي أشرق بنضالاته ليعيد للوطن لحمته الوحدوية, التي وجدت لتبقى محروسة بعناية الله وإخلاص القائد الرمز الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن.