ثمة أيام خالدة ومناسبات مجيدة في حياة شعبنا ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ والزمن.. أيام مثلت انعطافات مهمة, وأحداث رسمت مسارات مهمة في مسيرة كفاحه ونضاله من أجل الحرية والكرامة والانعتاق.. ومن هذه الأيام والمناسبات العظيمة يوم ال 30 من نوفمبر من عام 1967 الذي يعد واحداً من الأيام المجيدة في حياة شعبنا؛ لأنه بالفعل لا بالقول يوم استثنائي في مسيرة كفاحه ومتوج لنضالاته ومنتصر لإرادته الحرة وثورته الخالدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر), التي فجرها لينهي وإلى الأبد عهود البغي والطغيان الإمامي الكهنوتي المتخلف وجبروت الاستعمار البريطاني الغاشم.. فالثلاثون من نوفمبر هو بحق علامة بارزة ومنيرة في تاريخنا الوطني المعاصر ومفتتح جاد وأساسي لانبعاث المشروع الوحدوي في الوطن بعد أن تم دحر وإسقاط نحو 23 سلطنة ومشيخة وأمارة تم توحيدها وإدماجها في كيان واحد كان بمثابة محطة توقف وانتظار لتحقيق الهدف الاستراتيجي الأسمى, الذي سعى إليه شعبنا بكل همة وإرادة صادقة والمتمثل في إعادة لحمة الوطن الأرض والإنسان بقيام الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م, والتي شكلت رد اعتبار للتاريخ والإنسان والجغرافيا .. إن استقلالنا الوطني الناجز الذي تحقق في ال 30 من نوفمبر 67م هو ثمرة من الثمار اليانعة لتلك التضحيات والنضالات الجسام للثورة اليمنية وإرهاصاتها الرافضة والمقاومة للظلم والاضطهاد والقهر والهيمنة والجهل والتخلف والخلاص من أعتى نظام استبدادي متخلف ومستعمر أجنبي مغتصب, والتي ما كان لهذه الثورة العظيمة, التي فجرت في ال 26 سبتمبر عام 1962م أن تنتصر وأن تمتد ليعقبها اندلاع ثورة 14 أكتوبر في 1963م من على قمم جبال ردفان الشماء, لولا الإرادة الحرة والعزيمة الصلبة لشعبنا ومناضليه الحقيقيين, الذين مضوا بكل إصرار وتحد من الوصول إلى يوم المجد الأغر وتتويج المسيرة الكفاحية بطرد آخر جندي بريطاني من أرضنا الطاهرة والخلاص من الاستعمار البريطاني وأعوانه والانتزاع المشرف للاستقلال الوطني الناجز بعد احتلال دام أكثر من 129عاماً . فهذا اليوم المجيد - كما تقول لنا المسيرة التحررية والكفاحية - لم يأت على طبق من الفضة, ولكنها جاءت بعد مسيرة حافلة بنضالات وتضحيات ومعارك الشرف ضد المستعمر البريطاني وأعوانه, والتي اشترك فيها كل أبناء الوطن في ملحمة رائعة تؤكد واحدية النضال الوطني والكفاح المسلح للثورة اليمنية, والتي عمدت بدماء خيرة أبناء اليمن الشرفاء, الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل تحرير الأرض والإنسان والولوج إلى تحقيق الاستقلال الناجز . ولاشك أن الحدث الكبير الذي تحقق في الوطن في ال 30 من نوفمبر 67م سوف يسجل بأحرف من النور والتخليد, فهو حدث عملاق بدرسه وشامخ بشواهده البليغة وعظيم بمفرداته المهمة في مقررات واحدية الثورة والنضال الوطني لشعبنا, ولن يستطيع الأقزام والمشككون والمنغمسون في البحث عن السراب والوهم أن يمحوه من ذاكرة شعبنا الحية, والحقيقة الثابتة لتاريخ ثورتنا العظيمة وانتصاراتها المجيدة. [email protected]