ثلاثة عشر يوماً هي زمن الفعالية الكروية الخليجية التي استضافتها بلادنا مرت سريعاً علينا وكنا نتمنى أن تطول أكثر.. ولكنها انتهت بنهاية المقابلة الختامية لتحديد البطل التي جمعت بين فريقي الشقيقتين “السعودية*الكويت” فهل حقاً غادرتنا أفراحنا بعد فوز منتخب الكويت وبعد أن حزمت الفرق المشاركة والوفود المرافقة لها والبعثات الإعلامية.. حقائبها وغادرت إلى بلدانها؟؟ أعتقد جازماً: أن فعالية خليجي 20 في بلادنا لم تنته وأفراحنا نحن اليمانيين في كل ربوع الوطن لم تسكت زغاريدها ولم تنطفئ أضواؤها ولم تكف قلوبنا في الصدور عن رقصها الطروب..لماذا؟ لأن فعالية خليجي 20 إن كانت قد انتهت مقابلاتها على العشب الأخضر داخل أسوار ملاعبنا الأنيقة في “عدن” و”أبين” فإن كرنفالاتها والأنشطة الكبرى المتعددة التي سبقتها وصاحبتها بالتزامن معها ثقافياً وفنياً وإعلامياً وسياحياً واجتماعياً وسلوكيات شعبية متميزة ..إلخ ،شكلت في مجموعها “مهرجاناً” لن ينتهي وسيظل ديدن المشاعر والمواهب لاتعيشه “عدن” و”أبين” خاصة ولا اليمن عامة.. بل سوف يبقى هاجساً يستوطن قلوب وعقول وخواطر إخواننا الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق سواء من عاشوا فعاليات الخليجي 20 في بلادنا عن قرب بحضورهم وبأعداد كبيرة أو من تابع الفعالية عبر الفضائيات التلفزيونية التي أبدعت كثيراً في نقل كل صغيرة وكبيرة في الدورة وعلى امتداد أيامها في وطننا الحبيب.. لأسباب عديدة أهمها أن هذه الدورة تجاوزت حدود مضمونها الرياضي الكروي قبل موعدها وأثنائه وبعده فصارت وبحق الدورة الاستثنائية في مجمل دورات كأس الخليج العربي السابقة واللاحقة أيضاً ويكفي أن الكثير من الإعلاميين اليمنيين وغير اليمنيين أطلقوا عليها “دورة التحدي” وإنها لكذلك بكل ماتحمله اللفظة من معانٍ فجميعنا يعلم تلك الحملات الإعلامية المعادية التي بذلت قصارى جهودها وإمكاناتها وسلكت كافة الطرق واستخدمت شتى الوسائل الحقيرة في سبيل تشويه صورة اليمن وإظهارها بمظهر البلد غير المؤهل لاستضافة الدورة بهدف نقلها إلى بلد آخر غير اليمن ولكنها فشلت وخسرت كل رهاناتها وسقطت مهزومة مهانة أمام عنفوان الإرادة اليمنية الصلبة وأمام عزيمة وإصرار شعبنا وقيادتنا السياسية المخلصة ممثلة في راعي المسيرة النهضوية فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية «حفظه الله» ومعه كل الشرفاء الأوفياء والمخلصون المحبون لوطنهم والجماهير الغفيرة من أبناء شعبنا من مختلف محافظات الجمهورية وأبطال قواتنا المسلحة والأمن وكافة المؤسسات المعنية وغيرها من اللجان المنظمة.. الخ. فكان النجاح وكان الانتصار وكانت اليمن الانموذج الفريد والمتميز في استضافته للدورة وبكل تألق وحداثة وقدرات تنظيمية هائلة أدهشت كل المراقبين وعكست وبما لا يقبل المزايدة مدى ما يتمتع به اليمن من كفاءات وامكانات بشرية استطاعت أن تجعل من تجربتنا الأولى في سجل استضافة الفعالية في مرتبة المتميز.. وهذا في حد ذاته صفعة كبرى في وجه أعداء الوطن في الداخل والخارج خاصة وان نجاح الدورة وبكل المقاييس قد فضح أباطيل وكذب أعداء اليمن ورسم على وجوه الأشقاء نور الحقيقة، حقيقة اليمن الآمن المستقر، الكريم والمضياف قيادة وشعباً وأرضاً طيبة.. وهاهو عنوان الانتصار يعلو على هامة بلادنا مجداً جديداً يضاف إلى سجل أمجادنا عبر العصور.. تحية إلى قائدنا الرمز علي عبدالله صالح الذي رفع رأس اليمن عالياً بين الشعوب ودول المنطقة من خلال إنجازه العظيم هذا وتحية لكل من ساهم وبإخلاص وجهد منقطع النظير في إنجاح الاستضافة ..تحية لإعلامنا ورياضيينا وجماهيرنا الغفيرة وألف تحية لإخواننا وأشقائنا في الخليج العربي الذين آمنوا بقدراتنا وحضروا إلى بلادنا غير آبهين بكل حملات الأعداء ثم عادوا وكلهم مشاعر طيبة وجزيل عرفان لقيادتنا وشعبنا وجمهورنا المحب.. ولتخسأ كل الأصوات المعادية بعد هذا النجاح الذي حققته بلادنا وفاق كل الأوصاف. ويكفينا فخراً واعتزازاً بقدراتنا تلك الاحتفالية الختامية الأكثر من رائعة التي صاحبت تتويج البطل بحضور فخامة الأخ رئيس الجمهورية «حفظه الله» الذي أكد بما لايقبل الشك مدى قدرته في السير بالقافلة إلى شواطئ الانتصار. هنيئاً للكويت وهنيئاً لشعبنا وقائدنا وهنيئاً لقطر باستضافة كأس العالم 2022م ومزيداً من العطاء.