تبرز بين الحين والآخر بعض المواقف سواء من أحزاب أم شخصيات أو قادة رأي دون أن يعوا أن مواقفهم تلك لا يمكن نسيانها سواء أكانت إيجابية أم سلبية، حيث يحتفظ التاريخ الذي يعد مخزن الذاكرة التي لا تمحى بتلك المواقف. المواقف تلك تصبح كالوشم, وهناك كثير من المواقف التي سطّرها الأبطال والخلصاء تظل مشتعلة في الذاكرة لأنها تصبح ذات فعالية واسترجاع زماني لكل من يريد أن يخلّد اسمه في صفحة التاريخ الناصع. والمؤلم أن هناك بعض الأحزاب لا تحمل في طياتها أي مواقف ناصعة وأيضاً الأفراد الذين ينقلبون على الحقائق لا يستطيعون الفكاك من كماشة التجريب الذي يدور في أفعالهم التي لا يمكن أن يتخلصوا من ثقافة الهروب من الحقائق. ويحفظ الكثيرون من الناس تلك المواقف المتذبذبة التي يمارسها قادة (المشترك) وكذا بعض الأشخاص الذين لفظهم التاريخ وأصبحوا يمارسون (الهذيان) في سبيل تكرار أنفسهم التي هي في الحقيقة لا تجدي نفعاً حتى لأنفسهم. من يحاولون الآن أن يمارسوا الفوضى في الشارع أو خلق المكايدات والحرائق في الوطن لم ينس الشعب ما فعلوه من مآسٍ وآلام لايزال يتذكرها من عايش حقبهم المأساوية والدموية، هؤلاء الآن يسقطون أفعالهم بتصرفاتهم الهوجاء والطفيلية, متناسين أن ذاكرة الوطن والمواطن لا يمكن استغفالها. التصرفات الهوجاء التي تمارسها أحزاب المشترك في إثارة النعرات والدفع بالأطفال وبعض المواطنين الذين ينساقون دون دراية حولهم وبعض ذوي النفوس المريضة التي تحلم بإعادة الأمور إلى مربع الفوضى لم يدركوا بعد أن فوضاهم تلك ترتد إليهم، حيث يعرف المواطن ماذا تريد تلك الأحزاب من هذه الفوضى ويعرف ذلك العجز الكبير في إقناع المواطن أن أفعالهم ومآربهم الخبيثة تخدم الوطن. ويحضرني في هذا الشأن تلك الصرخة التي خرجت من أحد المواطنين وهو يرى ما تقوم به بعض الشخصيات التي تحاول استرجاع نفسها وهي مازالت ملطخة بالعار والخزي في استجداء الخارج في سبيل أن تظفر بشيء من فتات. قال ذلك المواطن وهو يشاهد تلك الشخصية وهي تصرخ من إحدى الشاشات الفضائية (كفاية ما تقولونه في هذا الوطن الشامخ.. كفاية لقد جربناكم). كان تعبير ذلك المواطن هو الحقيقة التي تناساها ذلك الصارخ الذي يرتد صراخه إلى أذنيه المفقوءتين. الحقائق التي تحاول الهروب منها أحزاب المشترك أنهم لا يمكن أن يكونوا أقرب إلى المواطن لأنهم كانوا في السلطة، أي بعض الأحزاب المنضوية في تكتل المشترك وأثبتت الحقائق أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا شيئاً يذكر سواء الخرائب والفتن وإثارة الأزمات ومع ذلك يصرون أن يتناسوا الحقائق التي لا مهرب منها. ألم يدرك هؤلاء أن الوطن أغلى وأن كل ألاعيبهم مصيرها الزوال, لأن الحقيقة لا يمكن إغفالها حتى ولو حاولوا المستحيل، وإن نسائم الحرية والوحدة لا يمكن التفريط بها، وأن ما يراهنون عليه أصبح في دائرة المستحيل.