فخامة رئيس اليمن الغالي الوالد علي عبدالله صالح, رئيس هذا الوطن المتضخم بتاريخ حضارته المجيدة. أحييك في هذا الصباح اليماني رغماً عن أنف من يريدون أن يحوّلوا صباحنا الأخضر كمدرجات بلادي إلى لون باهت، ويطفئوا تغريد العصافير وهي ترافق المزارعين بأجمل الألحان وهم متجهون إلى مزارعهم لبذر بذور الديمومة والاستمرار, مدركين أن الخير باقٍ في باطن هذه الأرض الخيرة. صباح يماني برائحة الخبز التي تخبزه بلقيس الآن استعداداً لاستقبال أولادها العائدين من مدارسهم وهم يرددون: “نحن الشباب، نحن الشباب” وهم يلوّحون بعلم اليمن الواحد ليغمسوا الخبز بحب الوطن. صباح يماني باسم ذلك الجندي بين الوديان وعلى رؤوس الجبال والشمس من شموخه قد توسدت كتوفه. صباح يماني رغماً عن طيور الظلام ومرتزقة الأعداء الذين يشترون بوطنهم ثمناً قليلاً تارة باسم حقوق الإنسان، وتارة باسم المرأة والطفل، وتارة باسم ديننا الذي كرّمنا به نبينا, فنحن أول من أقبل إلى الإسلام بالسلم، ونحن أول شعب طبق مبدأ الشورى في التاريخ، ونحن أول شعب أقبل على الإسلام بالمصافحة التي تدل على تقبل الآخر طالما الذي لديه يأتي بخير على المجتمع. سيدي الرئيس اعذرني فقلمي سرق الحروف مني وترجم أحاسيسي التي كادت أن تقتلني, فأنا أميرة قلمي, وبأصابعي أكتب ما تمليه عليّ مشاعري فقلمي اسمه الوفاء.. والوفاء نادر في هذا الزمن, وإحساسي لا يخطىء يا فخامة الرئيس, فمثلي تبحث عن الاستقرار، ومثلي تمشي بخطى واثقة تحمل نبراس الحب للوطن وحب أولاد هذا الوطن.. تحبهم مهما انفعلوا.. مهما بعدوا.. مهما تغافلوا.. وهذا ما تعلمناه منك، وخطابي اليوم إليك يحمله ألف من الحمام الزاجل تزف لك أسطري لتمهد لي الطريق إليك فلا تضيع الطريق بي. سيدي الرئيس اليوم الوطن يحيط به شرذمة لا يحبون أوطانهم, يفقدون الكثير من بهجة الوطن, يعددون مسؤولياتهم ويبالغون بالعوائق كوسيلة للفرار من عقدة الذنب..!! وهم في حالة مقارنة بين سلبياتهم التي صنعوها بأنفسهم وحياتهم التي كان يجب أن يعيشوها!!.. يخدعون أنفسهم ومن حولهم بارتداء ثوب التضحية من أجل الآخرين..!! مبالغين في رمي منازل الناس بالحجارة.. ومنازلهم من زجاج هش.. لا يهتمون بمستقبل أولادنا ويحاولون طمس معالم بلدنا..!! يتخبطون كثيراً في محاولات فاشلة لنيل أجندتهم بحاجة الجائع..!! فقط ليشطروا كل شيء!!! تارة باسم الحراك، وتارة باسم القاعدة، وتارة باسم المذهبية، وتارة باسم المناطقية وتارة باسم التغيير وهذا شعارنا الذي لن يأخذه منا أحد, فاليمن مازلت بخير وشبابها بخير وسيقودونها إلى التغيير البناء عبر منهج وطني بعيد كل البعد عن التقليد الأهوج. فلا تغضب يا فخامة الرئيس إن تصرفت معهم بحكمة وتصرفوا معك (..) فالخيانة هي تلك الجثة النتنة التي تسبق رائحتها رؤيتها, لذا نحن نستشعر الخيانة ولا نراها!!! عكس الخونة الذين يواجهون من حولهم بالغضب والهيجان!!. فلقد تغيرت الوجوه من حولنا.. وكثرت الأقنعة أمامنا.. وتلوثت الأعماق.. وسال الوحل كالأودية في طرقات علاقاتنا الإنسانية الحوارية.. وساءت النوايا بلا حدود، واقترن الفساد مع العمالة في محاربة الوطن, فياللهول كيف يكون من أولوياتك الاهتمام بهم ومن أولوياتهم غرس سيوف الخيانة والفساد والتشطير في جسد الوطن؟!. وياللهول كيف تعلمهم العمل والبناء بكبرياء وشموخ وهم يغمدون خناجر الفساد مع المرتزقة والخونة بكل ذل وانكسار؟!.. ياللهول وبشاعة المنظر وهم يشاركون أعداءك نهش لحم الوطن بشهية, هاتكين ماء الحياء في وجوهم.. يالهول تعمّدهم نحر الوطن بسكين الفساد تارة وسكين التغيير تارة أخرى..!!!. سيدي الرئيس فبعض الذي حولك سرقوا الوطن من داخل قلوب المغرر بهم، فلم تعد تلمح بريق أعينهم وأنت تحدثهم، ولم تعد تسمع نبضات قلوبهم وأنت تعيش معهم، وتزعجك برودة أناملهم وأنت تصافحهم, فبعض الذين حولك سرقوا الروح منهم ومنحوها للمرتزقة. فلا تغضب من جنون قلمي حين سرق الحروف مني وكتب أحاسيس كادت أن تقتلني, فمثلي يا سيدي الرئيس يغار على وطنه من نسمة الهواء الملوثة, فكيف بالانقياء الذين من حولك.. ويبقى أنني مؤمنة أن الشرفاء في بلادي كثر وسيحافظون معك على هذا الوطن ولكن يجب أن تسقط الأقنعة ويتوارى الفاسدون. وسأقدم لك نموذجاً من الفساد الموجود في وطني الذي يغذي طيور الظلام, فلو تطرقنا إلى كل مديري المالية (إلا من رحم ربي) في بعض الوزارات هم من يعرقلون مسيرة التنمية في بلادي مثل وزارتي الصحة والتعليم, فهؤلاء سيدي الرئيس مافيا تمارس الفساد مهما غيّرت من الوزراء وبدّلت لن يتغير شيء, وهم جيل تمرسوا على بيع وطنهم وغرسوا ذلك لمن يأتي بعدهم, لذا أطلب منك تكوّن لجنة تقصي حقائق تبحث في خفايا المشاريع والمناقصات التي تحرم ذلك الفلاح البسيط في الجبال والوديان من أن تصله الخدمات الصحية والتعليمية.. وهذا نموذج بسيط لبعض الفساد الذي يمارس في أروقة الوزارات, فهل الحل هو تغيير الوزراء أو تقديم بعض الوزراء مع طواقم إداراتهم إلى المحاسبة ومن ثم المحاكمة, ومن هنا نضرب أروع الأمثال في رد كيد الأعداء إلى نحورهم؟!. وعلى الطرف الآخر هناك ثقافة الرشوة التي أصبح يمارسها الصغير والكبير, إحدى الطعنات البالغة الأثر في ظهر الوطن وأنت تحاول أن تمضي بذمته قدماً, فالدرجة الوظيفية للفرد الذي يحلم بوظيفة أصبحت بمقابل مادي, وهذا أمر متعارف عليه بين الشباب الذي يصاب بالإحباط ويذهب إلى أحضان الخونة والعملاء في غياب واضح لثقافة “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع” فوزارة الزراعة غائبة عن الساحة تماماً، ووزارة الشباب أصبحت مافيا لشلل معينة بعينها, تقيم مشروعاً مثلاً بتكلفة عشرة ملايين, يُصرف مليون, وتؤكل البقية ويُحرم المواطن البسيط من الاستفادة من هذا المشروع!!. سيدي الرئيس بعض الفاسدين ألقوا بالوحدة وبالوطن بين فكي الوحش, مراهنين على قدرتك في الحفاظ عليهما, متجاهلين أن الفارس الحكيم العاشق لوطنه سيحصرهم بين أكوام البقايا كالبقايا. واليوم يا سيدي الرئيس مازلنا نعيش فرحة اليوم الذي أعلنت فيه فتح مكتبك منادياً تعالوا معي نبني الوطن ونقدم نموذجاً من التكاتف الشريف, وهانحن اليوم نتكلم معك لوحدك دون أن يملي علينا أحد ما نريد قوله, ونضع أيدينا بيدك نحن كل شباب اليمن للحفاظ على هذا الوطن الغالي, فحاول جاهداً أن تبعد عقارب ساعتهم عن عقارب ساعتنا, ودع اللحظة لكل اليمنيين الشرفاء البسطاء.