هذه بلادنا وليست فندقاً يمكن مغادرته.. وهذا وطن كل اليمنيين ولسنا مجرد ركاب يستعدون للإقلاع بعد ساعات انتظار في صالة ترانزيت. وعندما يعزز الرئيس علي عبدالله صالح مبادرته المتعلقة بمطلب التمديد أو التوريث الذي بنت المعارضة عليه أبرز مطالبها، فيقدم أمام علماء اليمن ورقة مفتوحة من الأفكار تحت عنوان «أنا مع التغيير وسئمت السلطة». فإنما يرمي بالأمانة إلى أعناق الجميع.. والمؤسف أن يكون الرد على فضاء المبادرات بصورة سلبية لم تستوعب حسنة الإعلان عن الجاهزية للبناء على طلب ما هو جيد وتغيير كل ما يحتاج إلى تغيير. هل أتفاءل وأقول بأن اليمن رغم المشهد المتأزم يستطيع أن يدخل بنا وندخل به التاريخ.؟ الإجابة على السؤال بشكل ايجابي تحتاج المسارعة إلى التهدئة ووقف الكثير من الشطط الذي انتفى مبرر استمراره بعد ما تمخض عنه لقاء العلماء بالرئيس. غير أن شروط النجاح في دخولنا كيمنيين تاريخ تجاوز الأزمة بذات القدرة التي توحدنا فيها في زمن التمزق، تحتاج إلى رغبة من يهيجون الشارع وتفعيل إرادة القدرة. وإذا كان لكل شعب ظروفه واحتياجاته والطرق المناسبة لمواجهة الأزمات، فإن الحوار هو أول ما يناسبنا في اليمن. ذلك أن القضية ليست قضية إسقاط النظام وإنما قضية يمكن أن تفضي إلى إسقاط الدولة، وحينها ستكون الماحقة.