أرسل لي شاب من الكويت يتتبع مقالاتي يسأل: هل هناك فروق بيولوجية بين دماغ الرجل ودماغ المرأة, وإذا كانت هناك فروق ما هو المدلول العلمي لذلك؟!. فأجبته بقولي: نعم هناك فروق بيولوجية بين دماغ المرأة ودماغ الرجل, فقد ثبت أن تكوين دماغ المرأة أفضل من الرجل من عدة جهات, فهو أشد كثافة في الجسر الذي يربط بين نصفي الدماغ, وهذا يعني أنها أفضل في التعلم والامتلاء الثقافي والحديث. وثبت أيضاً حسب دراسات علمية نشرتها مجلة “در شبيجل” تفوقها الدراسي, كما ثبت أن المرأة تتفوق على الذكر بتحملها وهذا يعود إلى تكوينها البيولوجي أيضاً, فالشرايين عند المرأة لا تتعرض للتصلب كما هو الحال عند الرجل. والمرأة لذلك أفضل من الرجل وتعمّر أكثر منه في المتوسط ثماني سنين, وهي بالتكوين الهورموني أقل عدوانية لذلك كانت الحرب نشاطاً ذكورياً عبر التاريخ. ولكن هذا الرد لم يعجب البعض فأرسل لي محامياً يدافع عن الذكور المضطهدين يقول: قرأت ردّك على المذكور حول تساؤله عن الفرق بين دماغي المرأة والرجل, وأنا أدرك أن نظرتك الحضارية لمكانة المرأة أملت الرد, ولكن أستأذنك في الإشارة إلى أن دماغ الرجل أثقل وزناً من دماغ المرأة. ودعني أسأل بعد أن تساوت فرص التعليم والتحصيل والتثقف بين الجنسين في أوروبا بالذات: كم نسبة النساء إلى الرجال في هذا المضمار, وكم امرأة حصلت على جائزة نوبل مقارنة بعدد الرجال؟. أما إشارتك للحرب على أنها نشاط ذكوري، فأظن أن سبب الحروب أساساً كان الطمع بالأراضي الخصبة وبالمياه والماشية وسبي النساء, أي أنهن كن سبباً للحروب منذ وجود الإنسان الأول. نعم المرأة تعيش أطول من الرجل لأنها تكومه وتقضي عليه كمداً وطلباً, ولا أظن بسبب عنصر إيجابي في دماغها!!. ولعلى أقول إن هناك فرقاً بين العقل والدماغ, إذ قد يكون دماغ المرأة أكمل تشريحياً من دماغ الرجل, وهذا أمر لا يسعني مناقشتك فيه كونك من أهل الذكر الذين نسألهم, ولكنني أرى أن عقل الرجل أرجح بحكم استقرائي للمسيرة التاريخية لكلا الجنسين. وجوابي على ما قال المحامي هو أن الحجج الثلاث واهية تتساقط في أول تسليط شعاع من نور العلم. فأما وزن الدماغ فلا علاقة به بالذكاء والحكمة, ويذكر بيتر فارب صاحب كتاب “بنو الإنسان” أن دماغ الكاتب الروسي تورجينيف كان في الوزن ضعف دماغ أناتول فرانس, وكان الاثنان مبدعين. وجوائز نوبل ليست المعيار في العبقرية والحكمة وإلا كان إسحاق رابين سيد السلاميين والعباقرة, وهو الذي دعا إلى سحق عظام الفلسطينيين!!. وهناك العديد من النساء اللواتي نلن جائزة نوبل ليس بسبب العبقرية بقدر التشكيل الثقافي للجنس البشري, فالذكور هم الذين يسيطرون على المجتمع فينمّون التنافس البغيض ويشعلون الحروب. وأما سبب نشوء الحروب فلا يراهن أحد على سبب محدد, ولكن الأكيد أن الذكور هم الذين يشعلونها وهم الذين يشتعلون بنارها فيتحولون إلى رماد, ويتابع التاريخ رحلته على يد امرأة. ولكن الحجج لا تنفع في مجتمع ذكوري أحول الرؤية, وأما رجاحة عقل الذكور فيشهد له صراع صدام وبوش وبن لادن وشارون والقذافي الذي قذف شعبه باللهب. وكان لي صديق طبيب استشاري عاقل يقول إن المرأة يجب نفضها مثل السجادة من حين إلى آخر حرصاً على نظافتها!!. والسؤال هو: كم يحتاج عقله إلى نظافة؟. “وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها”.