في لحظة من البوح والشفافية المطلقة سكبت مايقض مضجعها على مسامعي.. وذلك مما يعده«البعض» من المسكوت عنه.. ولأنه كما يعتقدون لن أسكت في هذه السطور ولابد من المكاشفة والجرأة الموضوعية.. قالت لي والألم يعصر قلبها الصغير: “لم يشفع لي جمالي.. ولااهتمامي ببيته وحسن ترتيبه ونظافته.. واهتمامي البالغ بمواعيد أكله وشربه ونومه واستيقاظه.. وحرصي على ألا يصل إلى أنفه إلا أطيب ريح وألا تقع عينه مني على قبيح.. وتهيئة الأجواء له في كل الأوقات.. وقلت عل وعسى أن يتغير بعد إنجاب طفلنا الأول..» وتضيف: رغم أنه هو من اختارني بكامل رضاه.. فأنا أموت بحبه وأمطره بعواطفي بلا حساب.. مع ذلك لاأقابل منه إلا ب«القسوة» والتجاهل لمشاعري.. وكلما ناقشته بالموضوع يقول:«أنا هكذا لا أستطيع أن أعبر لك عن عاطفتي..» وأحايين أخرى يقول: هي الظروف وحين تتحسن أحوالي سأتغير..!! تختم انّتها:«صدقيني حارت أفكاري في التعامل مع هذا الزوج.. وندّت من عينيها دمعة ساخنة..» بعدها لاتسألوني كيف كانت حالتها.! ذلك مختصر ماباحت به تلك«المهيضة» الجناح.. وللعلم ليست هذه الحالة الوحيدة التي نتناولها فمن المؤكد أن«الزوجة» لاتطلب من«الزوج» أن يصبح«نزار قباني» وهي«عُنيزة” الغنجاء زوجة«امرىء القيس».. أو على شاكلة«فيديو كليب» أو«نور ومهند»في المشاعر المعلبة والجاهزة..!! وإنما في إطار«مؤسسة الحب» والبيت الأسرى السعيد الذي يربطهما تحت سقف واحد والعشرة«الزوجية» الدائمة..!! للأسف بعض الأزواج لايعانون من الإفلاس المادي فقط.. بل يضيف إليه«الإفلاس العاطفي» إن جازت لي التسمية, أو ما أصطلح عليه مؤخراً ب«الطلاق العاطفي» كأن يعيشا مع بعض لكن لاتوجد بينهما أي عاطفة.. وهنا يجدر بذلك«الزوج البخيل عاطفياً.. أن يتخلى عن قلبه في أطرف شارع ويعيش بلا قلب ليدهسه المارة.. لأنه بلا قلب أصلاً.. ولايعود بجثته الحية الميتة إلى زوجة تتحرق شوقاً لسماع مشاعره وعواطفه الحرّى..!! فالمرأة لم تعد تلك الإمعة التي تفهم العلاقة الزوجية على أنها مجرد- أساور وخواتم- وإنجاب أطفال- و«إشباع رغبات” بل لها مشاعرها الحساسة التي بها تتعمق المودة والمحبة وتقوي روابط الأسرة.. وهي تفرق تماماً بين الكلام المعسول والزائف.. والعاطفة الحقيقية في إطار الاحترام المتبادل.. وقد أكدت دراسة نفسية:«أن الزوج الذي يتعامل مع زوجته بجفاف عاطفي.. إما أنه عانى طفولة بائسة بعيدة عن عاطفة والديه وأسرته المحيطة.. أو أنه يفرغ عاطفته بطرقٍ غير مشروعة..» والعهدة على الدراسة..!! أما من يعتقدون أن إبداء العاطفة والرقة للزوجة يعبر عن ضعف شخصية الرجل.. فهؤلاء أجدر بهم أن يُؤخذوا إلى أقرب مصحة نفسية لمعالجة أعماقهم«الخربة» ليعاد إليهم توازنهم النفسي والعقلي المفقودان.. وأجدر بهم أيضاً أن يأخذوا القدوة في الرقة والحب من معلم البشرية الأول- محمد عليه الصلاة والسلام.