شد انتباهي كثيراً بعض الأحاديث والتصريحات الإعلامية الرنانة لنفر من دكاترة الجامعة حول تأييدهم للاعتصامات السلمية التي تجري هنا وهناك معتقدين أنهم بتلك التصريحات سيخدمون الوطن والشباب وسيسهمون في نصرة ثورة الشباب في قلب النظام رأساً على عقب, وغير مدركين لا بل غير آبهين بمخاطر تلك التحركات ليس على الشباب وحسب بل على كل الوطن معللين ذلك التأييد بالفساد المالي والإداري الخطير الذي ينخر في جسد المؤسسات الحكومية والمكاتب التنفيذية وبعض القطاعات العسكرية والمحافظات على وجه الخصوص. وأضيف شخصياً أن أخطر الفساد المالي والإداري والتربوي أساساً موجود في قلاع الجامعات . فإذا كان الفساد أساساً مستشرياً في هذه الجامعات الأكاديمية والتي تخرج جيل الشباب المتسلح بالإيمان والعلم والطامح للتغيير نحو الأفضل وفي ظل حرية الرأي والرأي الآخر والتي كفلها الدستور والقانون في ظل هذا الزخم الديمقراطي الرائع الذي نعيشه جميعاً في عهد الجمهورية والوحدة والديمقراطية؛ من حقي كشاب أن أعبر عن رأيي واستعرض وجهة نظري في هذا التحرك الشبابي في عدد من المحافظات وبالتحديد في محافظة تعز, فمن المعيب جداً أن نلحظ معظم دكاترة الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة يعيشون في منأى عن هذه الأحداث الملتهبة التي يعيشها الوطن هنا وهناك وكأن الأمر لا يعنيهم وتركوا الساحة لأولئك البعض (أي الدكاترة المتهورين) الذين ينخرون في جسد الوطن لتحقيق أهداف شخصية ومطالب الجميع يعرفها ويدرك ماذا يريدون من وراء تأييدهم لتلك التحركات الهادفة إلى خلق فتنة وفوضى خلاقة في عدد كبير من المؤسسات والمحافظات. فأين دورهم الوطني في توعية الشباب بأساليب الديمقراطية بالتغيير وضرورة اتباع ولي الأمر وأصحاب الفضيلة العلماء إن كان ذلك الاتباع سيخرج الوطن من دائرة ودوامة الصراعات الحزبية والمناطقية وسيحل الكثير من المشاكل التي يعاني منها الوطن اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وسيجنب الوطن من أقصاه إلى أقصاه المخاطر المحدقة به محلياً وعربياً ودولياً. صدقوني أن ما يتعرض له الوطن اليوم هو جريمة حقيقية بحد ذاتها وسنتحمل نتائجها جميعاً وسيتحمل الشباب بمختلف شرائحهم تبعات هذا الوضع المأزوم حاضراً ومستقبلاً بعد أن توقفت عجلة التنمية وبدأ الاستنزاف الحقيقي لثروات الوطن جراء تلك الاعتصامات والمظاهرات في عدد كبير من المحافظات وبدأ البعض ينفخ في قربة إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وبين الأخ وأخيه والصديق وصديقه, حيث كانت الفتنة نائمة فلعن الله من أيقظها .. فبدلاً من أن يجمع عقلاء الوطن جميع الشباب على كلمة سواء من أجل الوطن والوطن فقط, وذلك من خلال النزول الميداني وعقد حلقات التوعية والبرامج المخصصة لذلك والاستماع لمطالب الشباب القانونية وتفويت الفرصة عن الذين يحاولون تحقيق مطالب شخصية عل وعسى يتسلقون على ظهور الشباب للوصول إلى مراكز مرموقة على حسابهم ومعاناة الشباب المتمثلة في البطالة. - دعونا نتكلم بصراحة وصدق وشفافية ..صحيح يوجد في الوطن فساد مالي وإداري يتمثل في أشخاص بعينهم تجاوزوا حدهم ليصل إلى حد البسط على أراضي الغير ونهب ممتلكات الدولة بالقوة والاستيلاء على المال العام بشتى الطرق ومحاربة كل من يعمل بأمانة وصدق وإخلاص من أجل الوطن, وهذه حقيقة لا ينكرها أحد في ظل غياب مبدأ الثواب والعقاب وتطبيق مبدأ من أين لك هذا .. ولكن من وجهة نظر شخصية أومن بأن الرسالة وصلت تماماً لولي الأمر وأدرك مخاطرها على الوطن وهو يتمتع بالجرأة والحكمة وقوة القرار ليصنع تغييراً شاملاً في معظم أجهزة الدولة ويشرف فعلاً على تطبيق قانون التدوير الوظيفي ويسارع في محاكمة رموز الفساد الذين أساءوا للبلد ونظامه. - إخواني الشباب المثقف والمحب لوطنه وأمنه واستقراره إنني أؤيد تماماً مطالبكم بيمن جديد ومستقبل أفضل وهو شعارٌ جدّي وحقيقي حمله على عاتقه فخامة الأخ الرئيس القائد (حفظه الله) لإيمانه بأن الوطن اليوم بأمس الحاجة لطاقاتنا وإخلاصنا, فدعونا نقف يداً واحدة وصفاً واحداً أمام المؤامرات التي يحيكها المتربصون بالوطن وأمنه واستقراره ونضع أيدينا بأيدي الخيرين من أبناء الوطن من أجل إخراج الوطن من هذا المأزق الذي أثّرت تداعياته على مقدرات الاقتصاد الوطني وأوقفت عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وتعالوا أيها الشباب إلى كلمة سواء بينكم وبين القيادة العليا للوطن لتطرحوا مطالبكم وتصروا على تنفيذها بعيداً عن المطالب التعجيزية والتحدي، فالوطن ملكنا جميعاً وهو أعلى وأسمى من فلذات أكبادنا فحب الوطن من الإيمان.. إنني على ثقة تامة بإخلاصكم لوطنكم وحرصكم أيضاً على المشاركة الفاعلة. - كما أنني على ثقة بأن من ينادون برحيل النظام لايريدون خيراً لليمن وطناً وإنساناً بل يريدون إثارة النعرات المناطقية والطائفية ولهم أجندات معروفة لتمزيق الوطن وتدميره وليس تصحيح الوضع وإصلاحه لأن الوطن منذ قيام الثورة المباركة ضد الحكم الكهنوتي المستبد والاحتلال البريطاني لم يعش فترة استقرار متواصلة حتى اليوم, فقد عاشت اليمن أزمات متتالية سواء في المحافظات الشمالية أو الوسطى أو الجنوبية وتلك الأوضاع زادت من مديونية اليمن وأخرت عجلة التنمية ثم جاءت الوحدة المباركة بخيرها وتبعاتها وتحملت الخزينة العامة ديوناً لاحصر لها من أجل إعادة تحقيق وحدة الوطن، ومن ثم حرب الخليج وعودة مليون مغترب من دول الخليج، ثم حرب الردة والانفصال، ثم حروب صعدة الستة مع المتمردين ومن ثم الحراك الجنوبي وحرب القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ومن ثم محاربة الخارجين عن النظام والقانون .. وكل تلك الأحداث والظروف رافقتها أزمات عالمية مالية واقتصادية وسياسية وتدخلات غير حميدة في الشئون الداخلية لليمن ومحاولة زعزعة أمن واستقرار الوطن من قبل المتربصين باليمن أرضاً وإنساناً والذين لا يحبون الخير لأبناء اليمن، ورغم كل ذلك تحققت الكثير من المنجزات الوطنية العملاقة وكان الاقتصاد الوطني بدأ يتعافى ويخرج من أزماته المتلاحقة لتأتي الضربة القاضية بهذه التحركات والاعتصامات التي أعادتنا إلى المربع الأول وأدخلت الوطن في نفق مظلم .. وهناك فعلاً من يستغل ثورة الشباب وطاقاتهم ليوظفها في غير محلها ومكانها ليحقق أهدافه على حساب الشباب والوطن فهل نعي ذلك حقاً؟! إنني على ثقة تامة بأن الشباب لديهم طاقات كبيرة ويرغبون بل يؤمنون بأن عليهم واجباً دينياً ووطنياً لتوظيفها من أجل الوطن وأمنه واستقراره وما على القيادة السياسية إلا أن تسارع بخطى واثقة إلى إزاحة الفاسدين والمتنفذين والإسراع في تمكين الشباب المتعلم والمثقف لخدمة الوطن وكلٌ في مجاله وتخصصه .. وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الكفاءات الشابة والمؤهلة وفق معايير إدارية واقتصادية وعلمية صارمة وإعطاء الشباب دوراً حقيقياً في صنع المستقبل الجديد لليمن في ظل الرعاية الكريمة لفخامة الأخ الرئيس القائد ولنعمل سوياً من أجل الوطن الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً وهو أسمى وأغلى من الجميع ومن الشعارات الرنانة التي يطلقها بعض المتربصين بأمن واستقرار الوطن. فهل نرى خطوات جادة وعملية ملموسة في إحداث ثورة تغيير شاملة, ومن الشباب هدوءاً ملموساً ورص الصفوف من أجل الوطن ومستقبل الأجيال القادمة بدلاً من هذه الهرولة نحو اللامجهول الذي يريده البعض .. نتمنى ذلك فالإيمان يمان والحكمة يمانية وهذا اعتقادي في السلطة والمعارضة الوطنية والشباب على وجه الخصوص. مدير الشئون المالية والإدارية البنك المركزي تعز.