العلماء هم ورثة الأنبياء، وحملة الشريعة، وأولياء الرحمن، وهم أساس صلاح المجتمعات، وسر سعادة العباد، وهم مصدر النور للناس، ومنبع الخير للخلق، ولهذا فإنه لا يجوز لأي إنسان أن تقوده جرأته لينال منهم، ويتكلم في أعراضهم، ويطعن في فتاواهم، وإنه إن فعل ذلك فقد عرّض نفسه لعقاب الله وسخطه، ومحاربته, قال الله تعالى في الحديث القدسي: “من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب” وأولياء الله هم العلماء الربانيون، والدعاة المصلحون. وإذا كان سب أي مسلم وغيبته محرمة في الشرع المطهر، فإن سب العلماء والحكام وغيبتهم أشد حرمة، وأعظم جرماً، وأكبر إثماً، ولكن أكثر الناس لا يشعرون؟ وقد قال بعض السلف: إن استطعت فكن عالماً، فإن لم لم تستطع فكن متعلماً، فإن لم تستطع فأحببهم، فإن لم تستطع فلا تبغضهم، ويالها من كلمات نورانية، تشفي العليل، وتروي الغليل، وتهدي إلى سواء السبيل. إن هذا العالم الذي أفنى عمره وقضى حياته في طلب العلم ليخدم الناس، ويعلم البشرية ويدعو الخلق إلى معرفة دينهم، هل كان جزاؤه منا أن ننال منه، ونطعن في فتواه ونتهمه بمجاملة الرئيس، ومداهنة الحاكم، ومحاباة ولي الأمر؟! إن هذا الشيء عجاب، وأمر يدعو للاستغراب، ولا نأمن أن ينزل علينا بسببه العذاب، وسخط رب الأرباب. إن الواجب على جميع المسلمين هو إجلال العلماء، وتعظيمهم وتبجيلهم وتوقيرهم، واحترام آرائهم، وتقبل فتواهم، لأنهم لا يفتون إلا بعلم، ولا يحللون ويحرمون إلا بدليل وبرهان، ولهذا فمن إكرام الله للعلماء أنهم إذا اجتهدوا فأصابوا كان لهم أجران، وإن اجتهدوا فأخطوا كان لهم أجر، وإذا كان الشرع قد آجره حتى وإن أخطأ، فإننا لم يسلم منا العالم سواء أخطأ أم أصاب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولهذا فإن كل مخلوق على وجه الأرض يقدر العلماء ويعظمهم إلا هذا الإنسان إنه كان ظلموماً جهولاً، قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته وحتى النملة في جحرها، وحتى الحيتان في البحر لتصلي على معلم الناس الخير أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن كان قد وقع منه خطأ نحو العلماء فليتب إلى الله، وليكف عن ذلك وإلا فهو على خطر عظيم.