من حقنا أن نتساءل : لمصلحة من تعطل الدراسة وتشل العملية التعليمية في مدارسنا ؟!.. ومن المستفيد من حرمان أبنائنا الطلاب والطالبات من حقهم في الحصول على التعليم ؟!.. وهل يرضي أحداً تلك الصور المحزنة والمؤسفة لفلذات أكبادنا من الطلاب وهم يهيمون في الشوارع بعيداً عن قاعات الدرس والتعليم ؟!.. بربكم هل هذا وضع سوي.. ؟! لا أعتقد أن عاقلاً يسره هذا الوضع أو يرى ذرة منفعة من أن تظل الفصول الدراسية خاوية من طلابها أو يرى هدفاً واحداً قد يحققه عبر طريق إغلاق المدارس أو يجني مصلحة من التمادي في الإضرار بمستقبل أبنائنا التعليمي وتحصليهم العلمي .. ولا نعتقد أن أحداً متزناً ذا ضمير حي يفكر بهذه العقلية الكارثية.. فهناك إجماع رافض بأن تكون مدارسنا مسرحاً لأعمال الطيش والكيد وزج بأبنائنا الطلاب والطالبات في حلبات الصراع والمماحكات السياسية والمهاترات والمناكفات الحزبية .. فالمدرسة لها حرمتها ومكانتها السامية ودورها العظيم ورسالتها النبيلة في صناعة جيل المستقبل كمصدر إشعاع روحي وصرح للبناء والتنشئة والتربية والتهذيب والنهل والاستزادة من المعرفة والعلوم.. ولأنها كذلك فينبغي أن يسهم الجميع مجتمعاً وأسرة وتلاميذ في تحقيق أهداف هذه المؤسسة الجامعة وتمكينها من أن تؤدي وظيفتها و دورها التربوي والتعليمي على أكمل وجه..وبما أن الصورة أصبحت مهزوزة بل أكثر قتامة خاصة بعد أن اتضح نية البعض وإصرارهم على “ تعطيل” مدارسنا من تأدية مهامها ورسالتها, فإن المعالجة لهذه الوضعية مطلوبة وبصورة استثنائية وعاجلة وتستدعي عملاً تكاملياً وتكاتفاً مجتمعياً تنصهر فيه الجهود الخيرة والحريصة على مستقبل أبنائنا لوأد مشروع التجهيل والتدمير للحياة التعليمية ومناصرة ومؤازرة الطلاب والمعلمين والإدارات المدرسية المرابطين في محراب العلم والنور وحمايتهم وتأمين سبل انتظام العملية التدريسية وإبعاد التصرفات النزقة والأعمال الفوضوية والبلطجة الغوغائية عنهم..ووقفاً للاعتداءات المتكررة على حرمات المدارس التي زادت عن حدها في الآونة الأخيرة وبطريقة فجة ووقحة، أصبح السكوت عنها نوعاً من العبث والمخاطرة بمستقبل أبنائنا.. لقد تألم الجميع قيادات تربوية وإدارات مدرسية وشخصيات اجتماعية اعتبارية ومسؤولين حكوميين ومثقفين ومشائخ وعلماء وأولياء أمور أبنائنا الطلاب والطالبات من تلك التصرفات الطائشة التي تحدث هنا وهناك بهدف تعطيل الحياة الدراسية في مدارسنا ومعها علت الأصوات منادية لتدارك الأمر قبل استفحاله .. وانتفض المجتمع مسانداً كل المساعي التي تستهدف استقرار الدراسة .. فهذه بين يدي رسالة جاءت من أحد المنابر النيرة في خطبتي الجمعة قبل الماضية موجهة إلى أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات تقول “ أنتم جزءٌ من هذه الأزمة، وأنتم جزءٌ من هذا المجتمع، بل الشريحةُ الأهم فيه، أنتم عماده، أنتم من سيبنيه ويحميه، ستبنونه بالروح المؤمنة والعقول المتعلمة الواعية والسواعد الفتية القويّة وبأحلامكم الطموحة المحلقّة، لكن الأمر لم يعد يحتمل كل هذا الغياب عن صفوف الدراسة، والتعطيل للتعليم، فليس ينقصنا تجهيل، ولا طاقة لنا ولكم بتأجيل الدراسة إلى أشهر الصيف الحارة كي نعوّض ما فات، فأعداؤنا يسعون إلى تجهيلنا لأنه لن يضرهم شيء مثل العلم والتعليم، مثل أجيالٍ متسلحة بالعلم والإيمان، لذا فنحن بحاجةٍ إليكم في صفوفِ دراستكم، في مقاعد التعليم، ولا نختلفُ معكم أبداً أبداً أبداً في حقكم الكامل والمشروع في المطالبة بالحقوق، فعودوا إلى مقاعد الدراسة مع احتفاظكم بكامل الحق في المطالبة بحقوقكم المشروعة التي لا يختلف معكم فيها أحد بل كلنا نقف معكم في سبيل بيئةٍ تعليمية حقيقية، ولكن لنطالب بذلك بشكلٍ حضاري يعكس روح الإيمان في قلوبنا”.. لا فُض فوك يا فضيلة الشيخ الدكتور عادل باحميد وجزاك الله خيراً أنت وكل من يستمع القول ويتبع أحسنه. [email protected]