قبل أن أبدأ بكتابة هذه السطور انتابني شعور بأن الأزمة اليمنية صارت قريبة من الحل وأن الانفراج بات وشيكاً ، هذا الشعور لايستند على مؤشرات أو معلومات لكنه يبقى مجرد شعور يقوم على ضرورة الوصول إلى الحلول في نهاية المطاف، واعتقد أن هذه الأزمة قد أخذت كل الاهتمام في الداخل والخارج وأخذت من الوقت ومن الجهود أكثر من كفايتها وكان من المفترض ألا تصل إلى ماوصلت إليه وألا يُدفع الثمن الذي دفع في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية أيضاً ... لم يبق سوى الحل والخروج من مغارة الخلاف القائم رحمة بأبناء هذا البلد الذين يعانون كثيراً ويخافون أكثر من بقاء الأزمة ومن انسداد آفاق الحلول .. الخيارات المرعبة وإن كانت محتملة وواردة في زمن لاغرابة فيه لشيء إلا أنها تبقى مستبعدة لأنها مرفوضة من كل الناس وإن حدث شيء منها فسوف يكون عابراً ولاخوف من استمراره.. هذا الإحساس الذي يراودني في هذه اللحظات والمشبع بالأمل بأن تنفرج الأزمة قريباً يرتكز على قناعة بأن مرحلة الخطر قد مرت وأن الذين يريدون جر البلاد إلى حرب واقتتال قد خسروا كل الرهانات حتى اللحظة ولم يعد بمقدورهم إيصال الأوضاع إلى لحظات الانفجار العظيم وقد رأينا وسمعنا عن جهود حثيثة بذلت من قبل البعض لإيصال الأمور إلى دائرة الفتنة الشاملة ، ولكنها خابت وخاب أصحابها ونسأل الله أن تستمر خيبتهم .. كل التنازلات والخسائر السياسية التي قد تدفعها بعض الأطراف أو جميعها لاخوف منها ولا يجب التعاطي معها كخسائر طالما كان المستفيد منها الوطن وأهله أتمنى ألا تكون لحظات تفاؤل عابرة وأتمنى ألا تخيب كل الآمال والأمنيات ونصبح على وضع ليس كما نتمناه ونتوقعه الآن فيطول أمد الأزمة وتتعالى أصوات الشؤم ويزيد إصرار المصرين على تعقيد الأزمة أكثر ، لأننا نعلم جميعاً بوجود من لا يسعدهم هدوء الأوضاع واشراقة الحلول ونعلم بأن المستفيدين من هكذا أوضاع يأملون أن تضاعف أرباحهم ومصالحهم لاحقاً سوف يتصدون لكل حل لايلبي طموحاتهم وأهدافهم . هؤلاء هم الذين أغلقوا أبواب الحلول منذ زمن ومازالوا يفعلون ذلك حتى اليوم ونخشى أن يفلحوا في إغلاق أبواب الأمل الراهن لأن القادم لايلبي مافي نفوسهم ولايحقق لهم تصفية الحسابات الخاصة مع من يرون أنهم صاروا أعداء لهم .. هكذا عندما تنتفي المصالح تظهر الأحقاد ومن المؤسف أن هذا النوع من الأحقاد وهو القائم على غياب المصالح لا دواء له ولا شفاء منه. أخطر مافي الأزمة اليمنية الراهنة هو اختلاط السياسي من أسباب الخلاف بالشخصي منه عند بعض الأطراف ولذلك رأينا كل الحلول تصطدم بأبواب من حديد وترفض بأسرع وقت .. اليوم بدأت تعود روح الأمل بأن تشهد الأيام القادمة انفراجاً لما نحن فيه ، وندعو الله أن يحقق ذلك وألا يعين الرافضين على تحقيق مطالبهم على حساب وطن وشعب ، وندعو الله أن تكون حلولاً وفاقية لاضرر فيها ولا ضرار حتى لا تتحول إلى قنابل موقوتة تنفجر في المستقبل القريب مرة أخرى .